الشيخ كمال الخطيب:
ــ ندعو إلى أن تكون لجنة المتابعة العليا برلمانًا لفلسطينيي الداخل المحتل
ــ أخطر ما يخطط له اليمين الإسرائيلي هو الاستيلاء على المسجد الأقصى
ــ القدس قضية العرب والمسلمين.. ويجب أن يتيقظوا تجاه ما يُحاك ضدها
ــ الاحتلال هو المستفيد الوحيد من المشاركة العربية في انتخابات الكنيست
ــ مكر الاحتلال بالحركة الإسلامية في الداخل منذ 20 عامًا لم يفتّ من عضدها
قال نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، كمال الخطيب، إن الحركة الإسلامية والقدس المحتلة؛ ستواجهان مرحلة "أكثر صعوبة" في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية القادمة "التي تسعى لتحقيق مخططها بجعل القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال".
وأضاف في حوار مع "عربي21" أن حكومة الاحتلال المزمع تشكيلها، ستعمل في العديد من الاتجاهات التي تستهدف مدينة القدس، مشيرًا إلى أن "أخطرها سيكون تسريع عملية التهويد، ومحاولة الاستيلاء على المسجد الاقصى المبارك".
وتابع بأن "المرحلة القادمة ستتسم بالتطرف اليميني في ممارسات كل من الحكومة والقضاء الإسرائيلي والأجهزة الأمنية وحتى الإعلام؛ لأنهم جميعًا سيُسخَّرون لخدمة التوجه اليميني الذي بات في سدة المؤسسة الإسرائيلية".
وتعليقًا على حصول القائمة العربية على 13 مقعدًا في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، وعلاقة حركته بالقائمة العربية المشتركة؛ أوضح نائب رئيس الحركة الإسلامية أن المجتمع العربي بالداخل المحتل حينما صوت للقائمة العربية؛ أراد أن يوجد وسيلة لمواجهة التكتلات الصهيونية، لكنه "لم يصل بها إلى هذا المبتغى، فإن مكانها لن يكون إلا على سدة مقاعد المعارضة".
وجزم بأن المستفيد "الوحيد" من المشاركة العربية في الانتخابات الإسرائيلية هو الاحتلال الإسرائيلي "الذي يتغنى دومًا بأنه واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط".
ودعا الخطيب إلى "تعزيز بناء لجنة المتابعة العليا في الداخل المحتل، وانتخاب أعضائها انتخابًا مباشرًا؛ لتكون برلماناً لفلسطينيي الداخل (...) بعيدًا عن اختلاف القناعات في جدوى المشاركة في انتخابات الكنيست من عدمها".
وفي ما يأتي نص الحوار:
القدس واليمين الإسرائيلي
* كيف ترى انعكاس نتائج الانتخابات الإسرائيلية على حملات التحريض والتهويد المستمر بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى؟
- إن تنافس الأحزاب الصهيونية كان في صلبه حول رؤية كل حزب لمستقبل مدينة القدس، ونتنياهو سيسير باتجاه حلمه الذي طالما تحدث عنه، وهو قولبة مدينة القدس المحتلة كعاصمة أبدية وموحدة لـ"إسرائيل".
ولا شك أن نتائج الانتخابات وما أفضت إليه من توجه صارخ لدى الشارع الإسرائيلي نحو اليمين، وسيطرة الأحزاب اليمينية والدينية على الكتلة الأكبر داخل البرلمان، ستنعكس في إطار ممارسات تصعيدية ومواقف متشنجة تجاه القدس، والمسجد الأقصى تحديدًا، وستكون هذه الممارسات أكثر خطورة مما مضى.
وستعمل الحكومة اليمينية القادمة على العديد من الإجراءات التي تستهدف مدينة القدس، ولعل أخطرها سيتمثل في تسريع التهويد ومحاولة الاستيلاء على المسجد الأقصى المبارك، وخاصة في ظل وجود شخصيات متطرفة في حزب الليكود الفائز بأغلبية في الانتخابات الأخيرة، كالمدعوة ميري ريجن، التي كانت رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست الماضي، وصاحبة اقتراح تغريم كل فلسطيني يرفع صوته بالتكبير في ساحات المسجد الاقصى المبارك بمبلغ 12 ألف دولار.
الحركة الاسلامية
* وماذا عن استهداف الحركة الإسلامية في ظل الحكومة اليمينية القادمة؟
- إن استهداف الاحتلال للقدس لم يقتصر على المقدسات، وإنما طال كل من سعى لدرء خطر الاحتلال عنها، ومن هؤلاء الحركة الإسلامية.
لقد مكر الاحتلال الإسرائيلي بالحركة الإسلامية على مدار 20 عامًا، ومازال، والبداية كانت في عام 1996 حين تولى شمعون بيريز رئاسة وزراء الحكومة الإسرائيلية، وتعاقبت بعده الممارسات بوتيرة أعلى، وبتطرف يميني واضح، لكن ذلك لم يفت في عضد الحركة الإسلامية؛ لأنها تستمد قوتها من امتدادها على الأراضي المحتلة عام 1948، ومن أبناء شعبها الذين يؤازرونها.
نعم؛ لقد مررنا بمراحل صعبة، ولا شك أن مراحل أكثر صعوبة تنتظرنا في ظل الحكومة اليمينية الجديدة التي طالما حرضت في حملتها الانتخابية على المجتمع العربي كله. ونتوقع مزيدًا من سلوكات الشر من قبل الحكومة الإسرائيلية المقبلة المؤلفة من نتنياهو وبينت وليبرمان والأحزاب الدينية.
* ما تعليقكم على الحكم الصادر بحق رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح، بالسجن الفعلي 11 شهرًا، إضافة لثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ؟
- يأتي هذا الحكم ضمن مسلسل استهداف وملاحقة القيادات الوطنية الفلسطينية في الداخل المحتل، وهذا ليس غريباً؛ لأن المرحلة القادمة ستتسم - فيما يبدو - بالتطرف اليميني في ممارسات كل من الحكومة والقضاء والأجهزة الأمنية وحتى الإعلام؛ لأنهم جميعًا سيُسخَّرون لخدمة التوجه اليميني الذي بات في سدة حكم المؤسسة الإسرائيلية.
القائمة العربية
* في ملف الانتخابات الإسرائيلية، خاض فلسطينيو الداخل المعترك الانتخابي من خلال القائمة العربية الموحدة، التي حصلت على 13 مقعدًا، ما موقف الحركة الإسلامية من ذلك؟
- صحيح أن القائمة العربية تقدمت بفارق مقعدين عما حققته في انتخابات 2013؛ فالمجتمع العربي بالداخل المحتل حينما صوت للقائمة العربية؛ أراد أن يوجد وسيلة لمواجهة التكتلات الصهيونية، لكنه لم يصل بها إلى هذا المبتغى، فإن مكانها لن يكون إلا على سدة مقاعد المعارضة.
وأعتقد جازمًا أن المؤسسة الإسرائيلية وحدها من استفاد من مشاركة العرب في الانتخابات، سيما وأنها تستغل مشاركتهم إعلاميًا للتأكيد للعالم أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط.
* كيف ستكون طبيعة العلاقة في المرحلة القادمة بين الحركة الاسلامية، وبين القائمة العربية الموحدة؟
- قبل الانتخابات؛ كنا نستظل معًا بسقف لجنة المتابعة العليا، ولا زلنا نؤكد أن من الواجب الاستمرار في المحافظة عليها وتعزيزها وتقويتها، وفي هذا الإطار دعونا إلى إعادة بناء لجنة المتابعة، وانتخاب أعضائها انتخابًا مباشرًا؛ لتكون برلمانًا لفلسطينيي الداخل المحتل، كما أننا سنسعى جاهدين إلى أن تكون لجنة المتابعة هي المظلة التي نستظل تحتها جميعًا؛ بعيدًا عن اختلاف القناعات في جدوى المشاركة بانتخابات الكنيست من عدمها.
الموقف الرسمي
* كيف تقرأ الموقف الرسمي الفلسطيني تجاه اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على القدس والمسجد الأقصى؟
- أعتقد أن الطرف الفلسطيني لعب بكل الأوراق التي بين يديه، وألقى كل البيض الذي في سلته، إلا أنه لم يحقق اختراقًا في قضية القدس.
لقد راهن الطرف الفلسطيني في الانتخابات الإسرائيلية على إمكانية فوز المعسكر الصهيوني، وكأن هذا المعسكر لم يرتكب المجازر بحق شعبنا طوال 67 عامًا منذ النكبة وحتى الآن، واليوم بعد خسارته أمام حزب الليكود، وتولي بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة يرأسها لولاية رابعة، ضمن رؤية قديمة جديدة تؤكد أنْ لا انسحابات، ولا دولة للفلسطينيين؛ أعتقد أن الفرصة الأخيرة للطرف الفلسطيني هي المراهنة على وحدته، وتحقيق مصالحة حقيقية؛ لإيجاد موقف موحد ووحيد تجاه ما يجري في القدس المحتلة والمسجد الأقصى.
لا بد للقيادة الفلسطينية في رام الله تحديدًا، من الالتفاف حول شعبها، والتوجه نحو العودة إلى الثوابت الفلسطينية، مع عدم استمرارية الرهان على متغيرات تطرأ في الشارع الإسرائيلي.
* وماذا عن الموقف العربي الرسمي؟
- موقف ضعيف، ولا يمكن التسليم باستمرارية ضعفه تبعًا للموقف الرسمي الفلسطيني، فقضية فلسطين هي قضية كل الأمة. وقضية المسجد الأقصى والقدس الشريف ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، ولا حتى العرب وحدهم، فهي قضية العرب والمسلمين جميعًا، الأمر الذي يستوجب عليهم تشكيل حالة صحوة ويقظة.
نعم؛ نعرف أن العرب منشغلون بما يجري في بلدانهم، كما يجري في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن، وأن لديهم ما لديهم من مشكلات، ولكن لا يمكن أن تدخلنا تلك الحالة في مزيد من اليأس والإحباط، بل يجب علينا التيقظ والانتباه لما يحاك ضد القدس، وخاصة في ظل التوجه اليميني السافر للشارع الإسرائيلي.
وبالرغم من كل ما يدبر ضد القدس والمسجد الأقصى المبارك والحركة الإسلامية؛ فإننا متفائلون لأبعد الحدود إن شاء الله.