داهمت السلطات
المصرية مقر قناة "
سوريا الغد" المعارضة لنظام بشار
الأسد، وصادرت جميع التجهيزات التي تملكها وطردت العاملين، واعتقلت بعضهم، بدعوى أنهم تابعون لجماعة "
الإخوان المسلمين".
وفي تبرير السلطات المصرية لما جرى، قالت إنه "تبين أن القائمين على القناة استأجروا أحد الاستديوهات التي تمتلكها فنانة شهيرة، متخذين منه مقرا، ويقومون ببث البرامج التي تسيء للبلاد، وتحرّض على الفرقة بين طوائف الشعب"، بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام المصرية.
واتهمت السلطات المصرية القناة بالتبعية لـ"جماعة الإخوان"، وزعمت أن المهندس القائم على تشغيلها، يدعى محمد وهو "مسؤول عن قناة الناس التابعة لجماعة الإخوان"، علما بأنها قناة سلفية لا علاقة لها بالإخوان.
وقال مدير عام القناة، عبد الحفيظ شرف، إن قوة أمنية داهمت مقر القناة التي كانت تبث على القمر المصري "نايل سات" في مدينة الإنتاج الاعلامي في حي "6 أكتوبر"، وأغلقت مكاتبها، وصادرت المعدات، بحجة "بثها برامج تحريضية"، واعتقلت بعض موظفيها.
وقامت القناة بنشر بيان توضيحي لها على موقعها الإلكتروني، اطلعت "
عربي21" عليه، قالت فيه إن "قناة سوريا الغد هي قناة ثورية سورية وهي مشروع إعلامي يهدف إلى دعم الشعب السوري الثائر لنيل حريته من النظام السوري، ويعمل على نقل ما يجري من أحداث على الأرض السورية، والقناة ضد كل أشكال التطرف والإرهاب".
وأهابت القناة بالسلطات المصرية "الحفاظ على سلامة موظفيها المحتجزين، وإطلاق سراحهم مباشرة، وبأسرع وقت، والحفاظ على الأجهزة والمعدات والأرشيف الإعلامي للقناة".
وأكدت القناة في بيانها: "لم نغطّ مطلقا الشأن المصري الداخلي، وأرشيف القناة موجود للجميع للاطلاع عليه، وبناء على ذلك سنتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لرد الاعتبار، ورد هذه الاتهامات المغرضة".
وقال شرف في تصريحات صحفية نقلتها "قدس برس"، إن قناة "سوريا الغد" لا تغطي "مطلقا أخبار مصر، وتركز جهودها فقط لتغطية الأحداث في سوريا، ومع هذا فقد تم غلقها"، مشيرا إلى أنها "قناة مناصرة للثورة السورية، تأسست بعد أشهر قليلة من بداية الثورة، وتتخذ من مصر مقرا رئيسا لها".
فيما قال مراقبون إن غلق القناة جزء من التحول في السياسة المصرية تجاه نظام الأسد، عقب سيطرة عبد الفتاح السيسي على مقاليد الحكم في مصر، بعد انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، وأن مؤشرات هذا ظهرت أيضا في القمة العربية الأخيرة التي استضافتها مصر، حيث تم رفض دعوة وفد المعارضة السورية أو السماح له باحتلال مقعد سوريا، كما حدث في قمم سابقة في الدوحة والكويت، وأنه تم رفع علم النظام السوري القديم بدلا من علم الثورة السورية، الذي تم رفعه في قمم سابقة.
وتتخذ قناة "سوريا الغد" من مصر مقرا لها منذ تأسيسها عام 2012، وتعتمد على شبكات "إنترنت" في بثها، وليس على الأقمار الصناعية، وسبق للقائمين عليها أن قاموا بتسريح العديد من الموظفين والعاملين السوريين في وقت سابق، بحجة ضغط النفقات وضعف التمويل.