عقد الأسير
الفلسطيني هلال حسني محمد يوسف (37 عاما)، قرانه على الشابة الفلسطينية حليمة نعيم فرج (26 عاما) رغم وجود الأسير في سجن النقب الصحراوي.
وبحسب مركز "أحرار" الفلسطيني، ذكرت عائلة الأسير هلال، أن الخطبة تمت من خلال علاقات الأسرى الفلسطينيين ببعضهم البعض داخل السجون والتعارف فيما بينهم، إذ إن الأسير أحمد نعيم فرج شقيق المخطوبة يقبع في سجن النقب الصحراوي.
وأشارت العائلة إلى أنهم توجهوا لعائلة الشابة حليمة، وتمت خطبتها وفق الأصول المتبعة، وينتظرون استصدار وكالة رسمية من الأسير عبر الصليب الأحمر، ليتسنى لهم إكمال إجراءات عقد القران في المحكمة الشرعية.
وتعمل الشابة حليمة فرج معلمة في إحدى مدراس بلدة حوارة جنوبي نابلس، وهي حاصلة على شهادة الباكالوريوس من جامعة القدس المفتوحة بتخصص تربية إسلامية.
وقد جاءت موافقة حليمة على الخطبة بعد اقتناعها التام بأهمية التضحية المقدمة للأسرى داخل سجون ومعتقلات
الاحتلال، وإيمانها بعدالة وأهمية قضيتهم، وبخاصة أنها متعلقة بتلك القضية ومتابعة لها منذ صغرها.
ومن الجدير ذكره أن الأسير هلال يوسف يقضي حكما بالسجن لمدة 17 عاما، أمضى منها ما يقرب من 13 عاما، واعتقله الاحتلال بتاريخ 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، واتهمه بالضلوع والمشاركة في التخطيط لتنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال، وقد توفي والده قبل ثلاثة شهور.
ويؤكد مدير مركز "أحرار" الحقوقي فؤاد الخفش أن الزواج بالنسبة لأسير محكوم لسنوات طويلة يعد بمثابة روح جديدة تبعث بداخل الأسير مزيدا من الأمل والحياة والإصرار والتحدي، مشيرا إلى أن الأسرى الفلسطينيين ما زالوا يبدعون في قهر السجان بشتى الطرق والوسائل، ويصرون على الحياة رغم الأسر الذي يحجب عنهم كل معلم من معالم تلك الحياة.
ولفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أسير على خطبة أو عقد قران وهو داخل الأسر، فهناك العديد من الحالات آخرها إقدام الأسير ماجد طقاطقة والأسير الأردني مرعي صبح أبو سعيدة على الخطبة وعقد القران من داخل السجن.
وسبقهم الأسير عبد الفتاح زامل (40 عاما) من نابلس، والمحكوم لمدة 24 عاما أمضى منها أحد عشر عاما، والذي عقد قرانه على ابنة عمته في منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.