أعلن الفاتيكان الثلاثاء أن مسؤولين مسيحيين من
حلب وجهوا نداء "لكي لا تبقى مدينتهم مختبرا للأسلحة المدمرة"، ونددوا بحصار يحول سكانها إلى "أشباه بشر".
وقال هؤلاء المسؤولون في نداء جديد للحصول على تضامن دولي: "من أعماق وجعنا، ندعو أصحاب الضمير، إذا كانوا لا يزالون موجودين، للإصغاء إلى صرختنا: أتريدون أن نبقى جرحى ومذلولين وأشباه بشر؟".
ونشر التجمع الفاتيكاني للكنائس الشرقية، الثلاثاء، هذه الرسالة بعدة لغات، وكتبها بالعربية، الاثنين،
الأساقفة الأرثوذكس والكاثوليك في حلب، ونقلها كاهن إلى لبنان.
وجاء في الرسالة: "كفانا أن نكون مختبرا لأسلحة الحرب المدمرة! لقد تعبنا! أغلقوا أبواب مصانع الأسلحة والذخائر وكفوا عن تزويد أداوت الموت" في حين تشهد المدينة معارك دامية منذ 2012.
وتعكس رسالتهم شراسة القصف الذي أوقع "عشرات الشهداء من كافة الأديان" في الأيام الأخيرة.
وقالت الرسالة أيضا: "لم نر أبدا ولم نسمع عن مثل هذا الدمار من قبل! لقد تم سحب جثث من تحت الانقاض وغطت الأشلاء البشرية الجدران!".
وتأتي هذه الرسالة بينما صعد النظام السوري قصفه بالبراميل المتفجرة على أحياء حلب الشرقية التي تخضع لسيطرة الثوار، وقد شمل القصف سوقا شعبية ومدرسة ابتدائية، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. وكان من بين القتلى، ميشيل عبه جي، مدير "دار مار الياس" المسيحية لرعاية المسنين في شرق حلب، حيث قتل خلال تسوقه في السوق الذي قصف في حي المعادي.
وانطلقت الحملة بعد وقت قصير من دعوة مفتي النظام السوري أحمد حسون لـ"إبادة" المناطق التي تخضع لسيطرة الثوار بـ"أكملها" بحجة أنها تستخدم لإطلاق القذائف على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
كما تأتي رسالة الأساقفة بينما أكد المبعوث الدولي إلى
سوريا، ستيفان دي ميستورا، تمسكه بفكرته لتجميد المعارك في مدينة حلب رغم الصعوبات التي يواجهها، وذلك بحسب ما أكد مساعده لوكالة فرانس برس، الثلاثاء، في دمشق.
وقال رمزي عز الدين رمزي: "لا نزال على اتصال بالحكومة السورية وجميع من لهم نفوذ على الأرض في حلب، للتأكد من إمكان إحراز تقدم في هذه المبادرة".
وأضاف: "من الواضح أن عملية التجميد تواجه صعوبات، لكننا لن نستسلم، ونأمل في أن نتمكن من تحقيق نتائج. متى؟ لا أدري، لكننا سنواصل (جهودنا) في هذا الاتجاه".
وكان دي ميستورا اقترح تجميد القتال في حلب بعد تعيينه في تموز/ يوليو الفائت. وتأمل الامم المتحدة في توسيع هذه الهدنة لاحقا لتشمل مناطق أخرى وتشجع على حل سياسي للنزاع الذي خلف أكثر من 215 الف قتيل منذ آذار/ مارس 2011.
وإذا كان النظام السوري قد وافق على مبدأ تجميد المعارك في حلب، فإن المعارضة رفضت الاقتراح مطالبة بحل شامل للنزاع.
وتابع رمزي: "كما تعلمون، فإن تجميد المعارك في حلب يندرج في إطار نزع فتيل العنف ولضمان عودة الحياة الطبيعية للسكان. ونحن مستمرون على هذا النهج".