اتهم الكاتب اللبناني، عماد قميحة، أمين عام حزب الله حسن نصر الله، بتحويل الطائفة الشيعية إلى جالية إيرانية مقيمة في لبنان، والإنقلاب على تعاليم الإمام المغيب موسى الصدر.
وقال عماد قميحة في مقال نشره موقع "جنوبية"، الثلاثاء، إن ممارسة حزب الله وتحديدا أمينه العام، تشير إلى أن نصر الله يهدم كل ما بناه الإمام الصدر، رغم محاولته استحضار الإمام موسى الصدر في معظم خطاباته.
وسجل الكاتب، أنه "بدءا من الشعار الأساس الذي اعتمده الإمام (لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه) وما كان يعد الشغل الشاغل في طريقة وسلوك ومسيرة الإمام، ومن خلاله سعى إلى إدخال الطائفة الشيعية بقدها وقديدها وفكرها وثقافتها، وصولا حتى وجدانها إلى حضن الدولة لدرجة أن تتحول هذه الرؤية إلى شبهة عند البعض وإلى تهمة عند آخرين (شعبة ثانية)".
وسجل الكاتب، حرص الإمام على "زرع ثقافة (اللبننة) في عقول بنيها وتأكيده الدائم على مفهوم الوطن والمواطنة والوحدة الوطنية فاعتبر أن (الوحدة الوطنية هي أهم أوجه مقاومة العدو الإسرائيلي)".
وشدد في المقابل على أن "الذي نشهده اليوم مع حسن نصر الله ما هو إلا مزيد من تقوقع الطائفة والمزيد من انعزالها، وذهابه إلى أخذ الطائفة وارتباطها عضويا بالمحور الإيراني وتقديم المصلحة الإقليمية على حساب مصلحة الوطن".
وتابع: "بات ينظر إلى الشيعة اللبنانيين عن حق، على أنهم جالية إيرانية ولو بهويات لبنانية على العكس تماما مما كان يسعى إليه الإمام الصدر".
وذهب إلى أن "هذه المفارقة المهمة وهذا التمايز الكبير بين (لبنانية) الإمام الصدر، و(محورية) نصر الله كفيلة أن تفهمنا الطريقة التي تقارب فيها إيران ومعها حزب الله لملف تغييب الإمام، وعليه يمكن أن تفسر هذه البرودة في حسم معرفة مصير الإمام منذ الأيام الأولى لاختطافه".
وشدد على أن "وجود الإمام كان ليشكل حتما حجر عثرة وحاجز كبير في اعتبار أن (حدود الإمبراطورية الإيرانية تصل إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط) كما يصرح الآن قادة الجمهورية الإسلامية".
وأفاد بأن الإمام الصدر "كان يطالب بشدة بصعود الجيش اللبناني إلى الجنوب وانتشاره على الحدود مع فلسطين لمنع استعمال الجنوب كصندوق بريد أو كمرتع للسلاح الفلسطيني حينها، وكان يقول (أنا مع انتشار الجيش اللبناني في الجنوب حتى وإن كان مارونيا)".
وأكد أن "ما نراه اليوم على يد نصر الله هو أيضا عكس ذلك تماما، باستثناء استبدال السلاح الفلسطيني بالسلاح الإيراني وبتنا الآن نرضى بأن يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما".
ومضى يقول: "كان الإمام الصدر يرفض بشدة تدخلات الآخرين بطبيعة النظام عندنا، وكان يناضل للتغيير من ضمن آليات النظام وتحت سقف القانون لتطوير وتحسين ما يراه مجحفا أو يحتاج إلى تحسين".
وأضاف: "كان الإمام لا يتدخل ولا يرضى لأحد من اللبنانيين بالتدخل في شؤون الدول العربية الأخرى، وكان لا يدعو إلا لأفضل العلاقات الأخوية مع العرب باعتبارهم أشقاء وباعتبار أن مصلحة لبنان العربي أو ذا الوجه العربي هي بأن يكون جزءا أساسيا من الأمة العربية".
وختم قائلا: "بطبيعة الحال فإن إمام المحرومين ونصير المظلومين ما كان ليقبل للحظة بأن تتحول الطائفة الشيعية إلى طائفة تمارس الاستعلاء والإستقواء والخروج على القانون وفرض الخيارات على بقية مكونات المجتمع اللبناني".
"فمن كان يجاهد حتى دفع حياته ثمن هذا الجهاد من أجل بناء وطن يكون الشيعة فيه عامل انفتاح وجسر بين كنائس الوطن ومساجده، والتي ما برح هو منابرها ومذابحها، ما كان ليقبل أبدا أن يتحول الشيعة إلى عامل تعطيل لمؤسسات الدولة وقيامها عندما أصبحوا ذو بأس"، يقول عماد قميحة.
وخلص إلى أنه "في المحصلة أستطيع أن أدعي بأن كل ما كان يطمح إليه الإمام الصدر وما بناه طيلة أعوام مسيرته المباركة نجده يتهاوى أمام أعيننا على أيدي السيد نصر الله، والآتي أعظم" .