ذكر مصدر أمني خاص لـ"
عربي21" -رفض ذكر اسمه- أن مكون "التبو" المتحالف مع قائد جيش برلمان طبرق المنحل، خليفة حفتر، ينشطون في نقل آلاف المهاجرين غير الشرعيين من الجنوب وحتى الشمال، من خلال طرق يتولون حمايتها، ابتداء من أباري جنوبا وحتى سبها، وانطلاقا إلى مدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي والقبة، والبيضاء وبنغازي وأجدابيا وسرت من ناحية الشرق.
وأضاف المصدر أن "التبو" يتولون من ناحية الغرب الليبي إيصال المهاجرين غير الشرعيين حتى الزنتان بالجبل الغربي، ثم ينقلون عن طريق مهربين من الزنتان وزوارة حتى إيصالهم إلى منطقة
التهريب الرئيسة في ميناء زوارة غرب العاصمة طرابلس.
وفي السياق ذاته، قال نفس المصدر إن خطا آخر للتهريب تشرف عليه قبائل "أولاد علي" القاطنين على الحدود الشرقية لليبيا، بتواطؤ وعلم السلطات
المصرية، مستدلا بأن الحدود الليبية المصرية شبه مفتوحة، ولا توجد رقابة، مضيفا أن الشخص الواحد يدفع مئة دينار ليبي للمهربين من "أولاد علي" على الجانب المصري، على أن يتم إيصاله إلى مدينة امساعد الحدودية عبر شبكات تهريب يشرف على بعضها ضباط الجيش المصري والمخابرات؛ إذ يتقاضون عمولة على كل مُهرب.
وأفاد المصدر الأمني بأن آلاف الأشخاص يدخلون شهريا عبر الحدود الليبية المصرية، بعضهم بشكل قانوني، والبعض الأخر تهريبا عبر المناطق الحدودية الواسعة بين البلدين.
وحدد المصدر نسبة تهريب
الهجرة غير الشرعية بقرابة 40% عن طريق جنوب
ليبيا، و30% عبر الحدود المصرية، والباقي يأتي عبر بقية المعابر الحدودية الأخرى، سواء تونس أو الجزائر أو السودان.
ويتقاسم إدارة شبكات تهريب الهجرة غير الشرعية مستشار مجلس النواب المنحل للشؤون الأفريقية عيسى عبد المجيد زعيم مكون "التبو"، بينما يدير "أولاد علي" ومهربون من قبيلة الزوي في الكفرة بالجنوب الشرقي لليبيا، وبعض زعماء قبيلة العبيدات بالجبل الأخضر، شبكات تهريب بعلم وتوجيهات من الفريق أول خليفة حفتر.
حفتر على خطى القذافي
وأكد مراقبون للشأن الليبي استغلال خليفة حفتر ملف الهجرة غير الشرعية، أسوة بالعقيد الراحل معمر القذافي، للضغط على دول الاتحاد الأوروبي لجرها للتدخل في الشأن الليبي ودعمه المباشر، منوهين إلى تنسيق حفتر مع قيادات من التبو والزنتان ومسؤول الاستثمارات الليبية المصرية السابق أحمد قذافي الدم.
يشار إلى أن بريطانيا وألمانيا وعدة دول أوروبية قررت إرسال سفن حربية وطائرات قبالة السواحل الليبية، لمساعدة وإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين، وذلك بعد غرق قرابة 700 شخص قبل وصولهم السواحل الإيطالية.