أكدت الاستخبارات
الإسرائيلية أن الحملة التي قام بها كل من إيران وحزب الله بقيادة قائد "قوة القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لحماية
نظام الأسد وتأمين استعادته مناطق في جنوب
سوريا، قد باءت بالفشل الذريع.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الاثنين، عن محافل استخبارية إسرائيلية قولها إن المفاجأة تمثلت في نجاح قوات
المعارضة السورية في دحر جنود النظام ومقاتلي حزب الله دون أن تبذل جهودا كبيرة، منوهة إلى أن مظاهر الإعياء باتت واضحة على نظام الأسد بشكل غير مسبوق.
وأكدت المحافل أن بشار الأسد بات غير قادر على النوم في قصره بهدوء، بسبب تعمد قوات المعارضة قصف المنطقة التي يتواجد فيها القصر الرئاسي بالصواريخ.
وشددت المحافل على أن الدعم الإيراني ومساندة قوات حزب الله العاملة إلى جانب نظام الأسد لم تكن كافية لتمكين النظام من تأمين احتفاظه بالمناطق التي تعد ذخرًا استراتيجيًا لبقائه.
ونوهت المصادر إلى أن أكثر ما يثير الرعب في أوساط قادة النظام السوري هو أن يتمكن الثوار من السيطرة على مطار دمشق الدولي، الذي يقومون بقصفه بين الحين والآخر، مشيرة إلى أن النظام معني أيضا بالحفاظ على الخط الذي يربط لبنان بسوريا لضمان تدفق الدعم العسكري من حزب الله.
وشددت المصادر على أن إسرائيل ستكون منزعجة جدا من سيطرة الثوار على مطار دمشق، وذلك لتواجد مخازن ضخمة من السلاح النوعي في محيطه، مشيرة إلى أن حصول الثوار على هذا السلاح سيمثل تهديدا استراتيجيا للعمق الإسرائيلي.
وشددت المصادر على أن إسرائيل لن تتردد في التدخل في الصراع الدائر حاليا، في حال شعرت بأن مصالحها معرضة للخطر.
وأقرت
الاستخبارات الإسرائيلية بعجزها عن ترقب وتوقع التحولات في العالم العربي بسبب كثافة التطورات ومفاجأتها.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" عن مصدر استخباري صهيوني قوله، إن الوتيرة العالية الكبيرة للتحولات المتلاحقة التي تتواصل في العالم العربي، والتي تمتد من العراق في الشرق وحتى ليبيا غربا، تثقل كاهل الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية وتجعلها عاجزة عن تقديم تقديرات استراتيجية وازنة لدوائر صنع القرار في تل أبيب.
وفي السياق، حذر عدد من المعلقين الصهاينة من أنه على الرغم من حرص حزب الله على عدم فتح مواجهة مع إسرائيل، إلا أن مثل هذه المواجهة قد تحدث بسبب التعقيدات التي تشهدها مناطق الحدود مع لبنان وسوريا.
وذكر المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم" القريبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوآف ليمور، أن إسرائيل غير معنية بإهانة حزب الله للدرجة التي تجعله مضطرا للتورط في مواجهة مع إسرائيل دون تخطيط.
من ناحيته، قال المعلق العسكري ألون بن دافيد، إن الردع الإسرائيلي يتآكل في أعقاب الحرب الأخيرة ضد حركة حماس، ويمكن أن يغري حزب الله بفتح مواجهة مع إسرائيل في حال فرضت عليه.
وفي تحليل نشرته صحيفة "معاريف" الاثنين، فقد طالب بن دافيد بضرورة التعامل بحساسية كبيرة تجاه ما يحدث في سوريا حتى لا تجد إسرائيل نفسها في معمعة لا طائل منها.