أفاد مصدر محلي في مدينة
عفرين شمالي مدينة
حلب أن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يسيطر على المدينة، يعتزم إصدار قرار للتجنيد الإجباري، مبينا أن الحزب انتهى من وضع اللمسات الأخيرة للقرار، وأنه في طريقه للإعلان الرسمي.
وقال المصدر لـصحيفة "
عربي 21"، إن "القرار يقضي بفرض الجندية الإجبارية على الشباب
الأكراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، ولمدة ستة أشهر"، وأكد المصدر أن قوات
الأمن الداخلي والشرطة التابعة للحزب، أو ما يعرف بـ "الأسايش"، "بدأت بإحصاء أسماء الشبان المتواجدين في مركز مدينة عفرين، والقرى التابعة لها، لإحصاء أعداد الشباب الذين يدخلون في الشريحة المطلوبة للخدمة".
وفي السياق ذاته أشار شيرو علو، عضو تنسيقية التآخي الكردية، لهروب الكثير من الشبان الأكراد من مدينة عفرين باتجاه الأراضي التركية تخوفا من القرار المزمع تطبيقه، مؤكدا أن قوات الأمن الداخلي بدأت بالاستيلاء على عشرات المنازل للمدنيين الفارين، في قرية حسه الواقعة في ريف المدينة.
ورجح علو في حديثه مع صحيفة "
عربي 21"، أن يتم تجنيد النسوة الأكراد، في حال لم تجد "الأسايش" ذكوراً في العائلة، نافيا أن يتم تجنيد الشباب العرب في المدنية التي تكتظ بالنازحين العرب من مدينة حلب وريفها.
واللافت للانتباه أن جبهات المدينة هي جبهات باردة، الأمر الذي يثير التساؤلات عن حاجة "الأسايش" للعناصر المقاتلة، لكن الناشط الإعلامي الكردي بوشكين محمد علي، يرى أن "القرار يهدف إلى فرض سلطة الإذعان للأمر الواقع فقط".
وأوضح علي أن " الأسايش لا تحتاج إلى عناصر، لأنها لا تقاتل أحدا على الأقل حاليا، ولكن بالمقابل هي ممارسة دكتاتورية يمارسها حزب الاتحاد الديمقراطي على المدنيين، مدعين أنهم يمثلون القضية الكردية"، واصفا الحزب بأنه أداة بيد الأطراف الدولية والإقليمية فقط.
وعن فرار الشبان الأكراد من المدينة قال: إنه "منذ نشأة "الأسايش" -أي في بداية عمر الثورة السورية-، كانت تصرفاتها المسيئة سببا في هجرة الشبان عن المدينة، كما وأفضى غياب العمل، والضرائب المفروضة، وعدم توفر الجامعات إلى هجرة الشبان عن المدينة أصلا".
وقال علي إن "النظام سلم إدارة المناطق الكردية في سوريا لحزب الاتحاد الديمقراطي، بدون طلقة واحدة، وبالتالي النظام الذي سلم هذه المناطق لهذا الحزب ليس ساذجا، وضمن من خلال تسليمه هذه المناطق بقاء نهج الاستبداد فيها، وإن اختلفت الجهة المستبدة".
إلى ذلك أفادت شبكة "ولاتي" الكردية المحلية، أن قوات "الأسايش" أقدمت الجمعة، على مداهمة حفل بمناسبة يوم الصحافة الكردية، في منطقة شران التابعة لمدينة عفرين، بذريعة عدم وجود ترخيص للاحتفالية، ونقلت الشبكة عن ناشطين حضروا الاحتفال تأكيدات بأن المسلحين قاموا بتطويق المكان واقتحامه، ومن تم بدؤوا حملة اعتقالات في صفوف بعض الحاضرين.
ووفق ناشطين من أبناء المدينة، فإن أجواء التوتر والترقب لا تزال تسيطر على عموم المدينة وريفها، خاصة وأن الحفل نظمته أحزاب كردية معارضة، منها حزب الوحدة الديمقراطي الكردي "يكيتي".
يشار إلى أن قرار التجنيد الإجباري مطبق في "كانتون الجزيرة" شمال شرق سوريا، من قبل الإدارة الذاتية الكردية التي تحكم المناطق الكردية السورية.