كتبت صحيفة "ديلي تلغراف" في افتتاحيتها: "كنا نأمل بالديمقراطية، فحصلنا على الدولة الإسلامية".
وتقول الافتتاحية، التي اطلعت عليها "
عربي21"، إن ربط الهجوم على معرض للرسوم الساخرة من الرسول محمد في بلدة غارلاند في تكساس بتنظيم الدولة الإسلامية سيكون متعجلا؛ لأن
تنظيم الدولة يظل مصدرا لا يوثق به للمعلومات، ولديه الأسباب كلها للكذب حول هذه المناسبة المثيرة للقلق، لتعزبز الغايات الدنيئة الخاصة به.
وتستدرك الصحيفة بأن إمكانية علاقة التنظيم بهذا الأمر مثيرة للاهتمام. فليست تلك الطريقة التي من المفترض أن تكون عليها الأمور، فقبل أربعة أعوام كان
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعيشان فترة من
الربيع العربي، وشهدت المنطقة سلسلة من الثورات ضد أنظمة علمانية في معظمها، التي أنعشت الآمال بحدوث تغيير جذري، تغيير يتبنى
الديمقراطية الليبرالية والرأسمالية، وهما العاملان اللذان يقفان وراء ثراء الدول الغربية وحريتها.
وتبين الافتتاحية أن تلك الآمال لم تكن في محلها، ويمكن النظر إليها من خلال التقارير القاتمة التي تتوالى من المنطقة.
وتجد الصحيفة أن تنظيم الدولة يظل واحدا من وجوه الأزمة في منطقة الشرق الأوسط، التي تضم أيضا الفوضى في ليبيا، التي تسمح للمهربين بالعمل بحرية، ولانزلاق مصر مرة أخرى للعنف والاضطهاد باسم الحرية. وهناك الصراع على الهيمنة في الشرق الأوسط بين السعودية السنية وإيران الشيعية، الذي يلقي بظلاله على هذا كله.
وتفيد الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، بأن ما تقدم يعني أن تلك الآمال بظهور منطقة تعيش سلاما مع نفسها ومع بقية العالم ربما كانت خاطئة بشكل كبير.
وتشير الصحيفة إلى ما قاله نائب مدير الاستخبارات الأمريكية السابق مايكل موريل، حيث كشف عن أخطاء السياسة الخارجية الأمريكية، وفشلها في التعلم من دروس العراق، والتقليل من أهمية أثر أسامة بن لادن، والاعتماد الكبير على المؤسسات الأمنية العربية.
وتختم "ديلي تلغراف" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن ما يجمع هذه الأخطاء، التي علّمت السياسة الغربية منذ الربيع العربي، هو التفاؤل الكبير، والإيمان بحل سهل لمشكلات معقدة.