عندما تعرضت مدينة كوباني الكردية المعربة إلى عين العرب في شمال سوريا لهجمات شرسة من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وما نجم عنه من حالات نزوح جماعي من 400 قرية كردية بما فيها سكان مدينة كوباني وكذلك قرى ريف تل أبيض الغربي وما رافقه من حالات النهب والسلب من قبل السكان المحلين الموالين لتنظيم الدولة بعد تهجير قصري ممنهج إلى الدولة التركية الجارة، لتبدأ رحلة الشتات في الشوارع والمدن التركية ومخيماتها برفقه قوارب الموت إلى ما وراء البحار بحثا عن مأوى.
وهذا ما يذكّرنا، بمأساة "غزة" في فلسطين التي كنا نشاهدها عبر وسائل إعلام النظام السوري دون أن نشعر بحجم تلك المأساة بصورتها الحقيقة أو ربّما لم تكن الصورة المنقولة إلينا بشكل صحيح بعد فبركتها في غرف الأخبار على الهواء بالطريقة التي يريدها. وبالتالي ارتبط قدر الشعبين الفلسطيني والكردي بالمتغيرات الدولية والإقليمية في المنطقة لتمرير مشاريع وإعادة هيكلة المنطقة على حساب دماء أبناء الشعبين، وهنا لم يتحمل المجتمع الدولي القسم الأكبر أو عجزه بإصدار أي قرار من أروقة المحافل الدولية ليضع حداً للمعاناة اليومية في ظل انقسامات حادة بين الأحزاب والفصائل الثورية الفلسطينية والكردية على حدٍ سواء، كانت سبباً دون الوصول إلى حلٍ جذري وارتبط بأجندات خارجية في سبيل مكاسب حزبية ضيقة وهذه القاعدة لا تشمل كافة الأحزاب على مبدأ "لكل قاعدة شواذها".
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: إلى متى المجازفة بمصير الشعبين الكردي والفلسطيني واللعب على وتر العاطفة ودغدغة المشاعر؟ والسؤال طبعا موجه لتلك الأحزاب التي فرضت نفسها بقوة السلاح والتي تدعي أنها ممثلة للشعب وفرض عنتريات على فصائل أخرى بأنهم لا يملكون رؤية واضحة كحال حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يدعي بأنه حزب كردي في وهو في الحقيقة لا يمت بأي صله للكردية والذي يرفض الشراكة مع الأحزاب الأخرى التي تملك قاعدة جماهيرية ورؤية واضحة حول القضية الكردية عبر برامجها السياسية والنظام الداخلي.. على العكس تماماً من حزب الاتحاد الديمقراطي في محاولة منه لعدم كشف الحقيقة وارتباطه بأنظمة غاصبة لكردستان في أجزائه الأربعة بما فيها النظام السوري.. وهذا الأمر ينطبق على الفصائل فلسطينية كذلك وكما قلت سابقا لكل قاعدة شواذها.
وفي المحصلة نجد أن القاسم المشترك بين القضية الفلسطينية والقضية الكردية وارتباطها مع النظام السوري، انكشفت في ظل الثورة السورية بشكل واضح، خاصة أن النظام السوري قد جلب تنظيم الدولة الإسلامية إلى مخيم اليرموك في أطراف العاصمة السورية دمشق، أحد أكبر المخيمات الفلسطينية والتي كانت بمثابة نكبة العصر بعد نكبة 1948، كحال مدينة كوباني إثر دخول تنظيم الدولة إليها بإيعاز من النظام السوري، فيما لا تزال تلك الأحزاب على اتصال مباشر مع دمشق في تنسيق وتعاون وإرباك فصائل أخرى كي تبقى دون حلّ.
1
شارك
التعليقات (1)
زياد عثمان
الثلاثاء، 05-05-201511:06 ص
شكرا للثورة ففي احدى تجلياته مباركة كشفت للعالم عوراة متاجرين بدماء الشعب الفلسطيني والكوردي