أثارت حادثة احتجاز قوة
إيرانية سفينة شحن في الخليج العربي، واقتيادها إلى ميناء بندر عباس الإيراني، في 28 نيسان/ أبريل الماضي، الجدل حول النوايا التي تقف وراء هذا الفعل الذي كان من الممكن أن يثير أزمة مع الولايات المتحدة، رغم مفاوضات النووي التي تقودها واشنطن إلى جانب قوى غربية مع طهران.
هذه الخطوة من الجانب الإيراني تم حلها بالتزامن مع الإعلان عن ترتيب وقف إنساني لإطلاق النار في
اليمن، قاده وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، فيما علّق مصدر لـ"عربي21" طلب عدم الكشف عن هويته، بالقول إن الحادثة افتعلتها إيران، ونجحت من خلالها في حث الأمريكيين لبحث "
هدنة" في العمليات العسكرية باليمن، على حد قوله.
وكان دبلوماسي أمريكي كشف حينها أن كيري بحث "الهدنة الإنسانية" مع نظيره السعودي عادل الجبير.
واكتفت الولايات المتحدة حينها بالإعلان عن أن سفن البحرية الأمريكية ستبدأ في متابعة السفن التجارية التي ترفع علم الولايات المتحدة عبر مضيق هرمز، بعدما احتجزت إيران السفينة، وفق مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي 7 أيار/ مايو الجاري، وافقت السعودية بعد لقاء جمع كيري مع نظيره عادل جبير على وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام في اليمن لأغراض إنسانية، حينها أفرجت إيران في اليوم ذاته عن السفينة التي تعود لشرکة "ميرسك".
يشار إلى أن السعودية تقود حلفا عربيا ضد
الحوثيين في اليمن، لوقف تمدد سيطرتهم في المحافظات اليمنية، وحماية لحدودها، وهي تتهم إيران بدعم الحوثي، وقامت بحظر إمداد الحوثيين بالسلاح، وفقا لما قررته الأمم المتحدة.
يذكر أن السفينة التجارية التي احتجزت، كانت ترفع علم جزر المارشال الأمريكية، واحتجزتها القوة الإيرانية البحرية.
وتحججت إيران حينها بأن هناك "خلافات مالية بين هيئة الموانئ والنقل البحري الإيرانية ومالك السفينة، دون أن تذكر هوية المالك".
ويأتي ذلك في حين أعلنت إيران أنها تنوي إرسال شحنة مساعدات "إنسانية" إلى اليمن، في خطوة من المتوقع أنها ستثير توترا مع السعودية التي تقود تحالفا عربيا ضد الحوثيين في اليمن، الذين تتهمهم بأنهم يتلقون دعما إيرانيا.
وكشفت إيران أنها حاولت إيصال "مساعدات إنسانية" عن طريق الجو، إلا أن الخطوة لقيت معارضة سعودية، حالت دون وصولها، إلا أن مسؤولا إيرانيا قال إنه "تم الإقرار عبر التشاور مع دول مطلة على الخليج العربي، بأن تقوم إيران بإرسال شحنات المساعدات الإنسانية إلى اليمن عبر البحر"، السبت المقبل.