تعددت التفسيرات وتباينت في
اليمن، لدعوة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حلفاءه في جماعة "أنصار الله" (
الحوثي) إلى القبول بقرارات مجلس الأمن، والانسحاب من كافة مدن البلاد كافة.
وتابعت "
عربي21" مساء الجمعة، ردود الأفعال في مواقع التواصل الاجتماعي التي شنت أغلبها هجوما شرسا على بيان المخلوع صالح، الذي طالب فيه الجمعة، بوقف الاقتتال في بلاده، والبدء بحوار يمني سعودي برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
دعوة لزيادة وتيرة العنف
وعلّق الكاتب والمحلل السياسي، رشاد الشرعبي، على دعوة المخلوع صالح بأنها "دعوة موجه لميليشياته ومليشيات حليفته
إيران، للانسحاب من عدن ووقف الحرب في كل المدن والمحافظات"، لكنه استدرك أنها "إشارة واضحة لهم لزيادة وتيرة جرائمهم بحق أبناء المحافظات والمدن بما فيها مدينتي عدن وتعز والضالع وحوطة لحج (جنوبي اليمن)، ومضاعفة جهود تلك الميليشيات للسيطرة عليها وحسم الأمور".
وقال الشرعبي في صفحته على"فيسبوك" إن "صالح لا يشكر الله على الفرصة التي ما زالت أمامه للتوبة، والتخفيف من حجم الجرائم التي يرتكبها ضد شعبه الذي صبر عليه 33 سنة من حكمه للبلاد، وقبل على مضض منحه الحصانة لإنهاء تلك الجرائم"، على حد قوله.
وتابع بأن "
علي صالح يأبى إلا أن يدمر الدولة ويقتل أبناء الشعب، ويسلم البلاد لإيران والفوضى".
الحوثي حصان طروادة لصالح
من جهته، رأى رئيس تحرير موقع "اليمن الجديد"، الصحفي فهد سلطان، أن "موقف صالح من الحوثيين مساء الجمعة، طبيعي جدا ومتوقع، بل ومعد سلفا، ومن أول عتبات التحالف الأخير بينهما كان الجميع يدرك بأن الوصول إلى هذه النقطة سيأتي يوما ما".
وذكر في منشور له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن علي صالح تعامل مع الحوثيين كـ(حصان طروادة)، ونجح إلى حد كبير في هذا المسار"، على حد قوله.
وأضاف أن صالح اليوم وبكل صراحة "يطالب الحوثيين بسحب ميلشياتهم من المدن، والقبول بقرارات مجلس الأمن فورا، سعيا لإنقاذ نفسه، في لحظة فارقة، تاركا الآخرين وشأنهم"، وفق تعبيره.
صالح لم يدع قواته للانسحاب
وفي السياق ذاته، علّق أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الحديدة، نبيل الشرجبي، على بيان صالح بالقول إن الرئيس السابق أقدم على تقديم بيانه الجمعة، بسبب فشل مباحثات النائب الثاني لحزبه أبوبكر القربي في الرياض".
وترددت أحاديث في اليمن قبل أيام بأن القربي يجري مباحثات في
السعودية، لضمان خروج آمن لعلي صالح وكافة أفراد أسرته من البلاد.
وأضاف الشرجبي في صفحته على موقع "فيسبوك" أن "صالح تجنب الحديث عن خروجه من اليمن، فطرح موضوع الحوار في جنيف، وذلك للسماح بدور إيراني مواز للدور السعودي في البلاد".
وأشار إلى أن "طلب صالح من كل المليشيات الانسحاب من مدن البلاد كافة، لكنه لم يطلب من قواته الانسحاب أيضا، وكأنه بريء مما يجري".
وتابع: "كما أن بيان صالح لم يطالب بالانسحاب من مؤسسات الدولة، ولم يشر إلى قضية تسليم السلاح، ولم يتحدث عن قضية الشرعية"، منوها بأن علي صالح لم يقرأ جيدا قرار مجلس الأمن الأخير.
وحاولت "
عربي21" رصد تعليقات من موالين ومقربين من صالح على البيان الذي أصدره الجمعة، لكنهم لم يتحدثوا عما جاء فيه.
وفي الذكرى الرابعة لمحاولة "اغتياله الفاشلة" في دار الرئاسة بصنعاء، الذي نقل على إثرها للعلاج في الرياض في 2011، دعا الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، مساء الجمعة، جماعة أنصار الله الحوثيين إلى القبول بقرارات مجلس الأمن والانسحاب من جميع المحافظات في البلاد.
وطالب في بيان له، نشره على حساباته الرسمية بموقعي "فيسبوك" و"تويتر" بالبدء بحوار يمني سعودي تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف.