تزايدت التحذيرات على لسان النشطاء والسياسيين
المصريين والأجانب من عواقب الحكم الصادر السبت، بإحالة أوراق الرئيس محمد
مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى المفتي في قضيتي التخابر مع حركة حماس والهروب من السجن إبان ثورة يناير 2011.
وفي هذا الإطار قال الداعية الكويتي طارق السويدان، إن إعدام مرسي وقيادات الإخوان سيجر مصر إلى الحرب الأهلية.
وأوضح السويدان - عبر "فيسبوك" - قائلا: "نحاول ضبط الشباب والحفاظ على السلمية، لكنهم يريدون دفعهم نحو العنف والحرب الأهلية، بالحكم بالإعدام على الرئيس مرسي والعلامة القرضاوي والشاطر والبلتاجي والمئات من الإخوان وقياداتهم، أين العقلاء من داخل مصر وخارجها لمنع جر مصر إلى الكارثة؟".
تهديد خطير للسلم الأهلي
وفي تعليقها على الحكم بإحالة أوراق مرسي وقادة الإخوان إلى المفتي، حذرت حركة شباب "6 إبريل" من أن "القضاء الفاسد والحاقد على ثورة يناير التي طالبت بتطهيره يؤسس لمجتمع يكون الإنتقام والكراهية سمة غالبة فيه، بعد أن رضي لنفسه أن يكون عصا في يد نظام ديكتاتوري ظالم".
وأضافت الحركة - عبر صفحتها على "فيسبوك" - "أن أحكام الإعدام الأخيرة تمثل تصعيدا خطير يهدد السلم الأهلي وتقود إلى الفوضىى بعد أن يفقد المجتمع الثقة في منظومة العدالة"، مطالبة الشعب المصري بـ"عدم الإنزلاق إلى الخصومة الثأرية التي تهدد السلم المجتمعي والوقوف ضد كافة أشكال الظلم والعنف".
وقضت المحكمة بإحالة أوراق 122 متهما للمفتي في مقدمتهم الرئيس محمد مرسي والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر وسعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق وعدد من قيادات الإخوان أبرزهم عصام العريان ومحمد البلتاجي، بالإضافة إلى الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأعضاء في حركة حماس وحزب الله اللبناني، وحددت جلسة 2 حزيران/ يونيو المقبل للنطق بالحكم على المتهمين.
موجات قادمة من العنف
من جهتها، نقلت "الغارديان" البريطانية، تحذير الإسلاميين في مصر من عواقب وخيمة بعد الحكم بإعدام أول رئيس منتخب في تاريخ البلاد.
وأضافت الصحيفة - في تقرير لها السبت تحت عنوان "الإسلاميون يحذرون من عواقب إعدام مرسي" - أنه "في حالة ما إذا تم تأكيد الحكم النهائي على "مرسي" بالإعدام يوم 2 يونيو المقبل فإن محللين يرون أن ردة فعل عنيفة ستشهدها البلاد، وقد تدفع النظام المصري إلى إلغاء تنفيذ الحكم، خاصة وأن مرسي محكوم عليه مسبقا بالسجن لمدة طويلة في قضية أخرى، تماثل - إلى حد كبير - الحكم بالسجن مدى الحياة".
وتوقعت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن تفجر أحكام الإعدام موجة جديدة وهائلة من أعمال العنف في مصر، "يقودها هذه المرة مؤيدو الرئيس مرسي".
وأضافت القناة في تقرير لها: "بعد نحو عامين من انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح
السيسي على الرئيس مرسي وشن عملية واسعة ينفذها الجيش ضد الإخوان المسلمين قُتل خلالها المئات واعتقل الآلاف، بات المصريون يخشون أن يشعل الحكم الأخير بإعدام مرسي فتيل الاحتجاجات العنيفة بشكل غير مسبوق".
تحريض على حمل السلاح
وبينما يكافح مئات الآلاف من شباب الإخوان للسيطرة على انفعالاتهم وهم يرون أصدقاءهم وأقاربهم يقبعون في سجون العسكر ويتلقون الأحكام القاسية بالإعدام والمؤبدات، يعاني هؤلاء الشباب من ضغط إضافي عبر استفزاز أقرانهم من أعضاء الجماعات المسلحة من أمثال "تنظيم الدولة" وغيره.
ويتفاخر أعضاء هذه الجماعات المسلحة بأنهم "أعزاء" يأخذون ثأر زملائهم بأيديهم دون انتظار، وأنهم يقتلون جنود الجيش والشرطة بفضل حملهم السلاح وقتالهم الظالمين، في الوقت الذي يتلقى فيه الإخوان الرصاص بصدورهم العارية مكتفين بترديد الأدعية والابتهال إلى الله أن يرفع عنهم الظلم، بحسب قولهم.
وفي هذا السياق، قال أعضاء في تنظيم "ولاية سيناء" - عبر "تويتر" - عبارات سخرية وشماتة في أعضاء الإخوان بعد الحكم بإعدام الرئيس محمد مرسى وقيادات الجماعة، مصحوبة بصورتين، الأولى لقيادات الإخوان خلف القضبان، والثانية لعناصر "ولاية سيناء" وتحت أرجلهم أحد جنود الجيش قبل قتله، مصحوبة بتعليق: "عز الجهاد مقابل ذل السلمية .. اختر أنت".
وكتب حساب "قناة دابق" التابع لتنظيم الدولة الإسلامية على "تويتر" يقول: "بينما يتباكى الإخوان على ظلم القضاء لهم والحكم بإعدامهم بالجملة، تجد رجال ولاية سيناء يذبحون قضاة السيسي (في إشارة لحادث قتل ثلاثة من القضاة في العريش). هنا الفرق بين المذلة والعزة".