وصفت صحيفة "
إلموندو" الإسبانية الحكم بإعدام، الرئيس
المصري،
محمد مرسي، و105 إسلاميا في مصر بكونه "خبرا فظيعا".
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها ليوم الأحد، التي ترجمها "
عربي 21"، أن هذا الخبر فظيع بالنسبة للاستقرار في هذا البلد، لكونه فاعلا أساسيا في رقعة الشطرنج المعقدة في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرارا كهذا سيدفع في اتجاه تبني خيارات متطرفة وعنيفة من قبل المواطنين والسكان الذين يتعاطفون مع الإخوان المسلمين.
وأضافت أن الأمر فظيع أيضا بالنسبة للمجتمع الدولي لأنه يؤكد الانجراف القمعي للنظام الحالي بقيادة قائد الإنقلاب في مصر، عبد الفتاح
السيسي الذي حافظ منذ الانقلاب العسكري في 2013 على حملة قمع قاسية ضد جميع أطياف المعارضةّ، سواء الإسلامية أو العلمانية، مستخدما فيها أحكام الإعدام باعتبارها أدوات مفضلة لديه لتطهير المعارضين.
هذا القمع الشرس - حسب إلموندو- لم يتوقف بعد الانتخابات الديمقراطية، ظاهريا، التي أوصلت السيسي إلى الرئاسة، كما تأكد في الوقت الحالي، ما جعل كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي في منعطف صعب، وهما اللذان عرضا خلال الأشهر الأخيرة مساعدة على مصر من أجل ضمان الاستقرار في المنطقة التي دمرها صعود "التطرف" وتنظيم الدولة الذي أصبح اليوم أكبر تهديد يواجهه العالم.
وقالت افتتاحية "إلموندو" إن الغرب يحتاج إلى القاهرة من أجل مكافحة الإرهاب وكبحه. مشيرة، في هذا الصدد، إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها السيسي لمدريد، وأبرمت السلطات الإسبانية، تماشيا مع نهج شركائها في الاتحاد الأوروبي والأميركيين، تحالفا وشراكة جديدة بهذا المعنى، ذهبت في اتجاه تقديم مساعدة للحكومة المصرية في المجال الاقتصادي والبنية التحتية.
وحتى واشنطن - تضيف إلموندو- أعادت فتح صنبور التعاون العسكري، وهو الصنبور ذاته الذي مكن الديكتاتور مبارك من البقاء في السلطة لعقود.
واستدركت الصحيفة أنه في ظل السيناريو الجيوسياسي الحالي، سيكون بمثابة قنبلة موقوتة، عدم اشتراط الغرب تقديم مساعدته للسيسي مقابل شروع هذا الأخير في الإصلاحات الديمقراطية بدءا من عدالة حقيقية مع الحد الأدنى من الضمانات، ونظام يحترم حقوق الإنسان والسماح بقنوات لمشاركة الجماعات المعارضة، دون إدانتها كما هو الحال الآن.
وخلصت "إلموندو" إلى أن الحكم بإعدام مرسي، لا زال من الممكن إبطاله من قبل مفتي الجمهورية المصرية، كما أن النظام المصري لا زال لديه الوقت لتصحيح الأمور أما الغرب فعليه تبني موقف أكثر انتقادا وحزما حتى يتم تحقيق كل ذلك.