استيقظ أهالي مدينة
جبلة، على
الساحل السوري، على منشورات وزعت وألقيت في الأماكن العامة والخاصة، ووضعت على زجاج السيارات ومداخل الأبنية. وحملت هذه المنشورات اسم وشعار
جيش الفتح، تحت عنوان "غزوة جبلة"، كما احتوت المنشورات الكرتونية والورقية على اسم لجان التنسيق المحلية في المدينة.
واحتوت هذه المنشورات على جملة من التهديد والوعيد، وجاء فيها: "أيها الشبيح، أيها المخبر، أيها الموالي، إن جيش الفتح وبقيادة كتيبة أحرار جبلة سيدخلون حي الأدهمية قريبا فاتحين مقتحمين محررين، وسنطالكم في بيوتكم. وإن البحر من أمامكم والمجاهدين من خلفكم".
إلا أن المكتب الإعلامي لحركة أحرار الشام الإسلامية نفى، خلال اتصال معه؛ علمه بهذه المنشورات، مؤكدا أنه لم يسمع بها من قبل، رغم أن الحركة تعد من القوى الأساسية والفاعلة ضمن التشكيلات العسكرية المقاتلة والمنضوية تحت غرفة عمليات جيش الفتح، وفق تأكيده لـ"
عربي21".
وقال ناشطون من مدينة جبلة، إن هذه المنشورات ما هي إلا مجرد كتابة مفبركة داخل أجهزة المخابرات السورية، وليس لجيش الفتح أي صلة بها. وعزز الشكوك بصحة هذه البيانات خطأ بسيط وجد بعد التدقيق في هذه المنشورات، حيث أن كتيبة أحرار جبلة، التي زعمت المنشورات أنها تتولى قيادة غزوة جبلة تحت راية جيش الفتح، تقاتل النظام السوري ضمن غرفة عمليات معركة النصر في مدينة جسر الشغور، وليس في غرفة جيش الفتح، كما أدعت المنشورات التي وزعت في حي الأدهمية.
وقال ناشطون أيضا إن مثل هذه المنشورات ما هي إلا سياسة جديدة يتبعها النظام السوري في هذا الحي بشكل خاص، وفي المدينة بشكل عام، يعمل من خلالها على تأجيج أبناء الطائفة العلوية ضد السُنة في الحي والمدينة. والغريب في الأمر، أن هذه المنشورات وزعت في حي الأدهمية، الذي يعد من الأحياء المعارضة للنظام السوري، وأيدت الثورة السورية منذ انطلاقتها. ويبدو أن النظام السوري يسعى من خلال هذه المنشورات لشحن أبناء السُنة أيضا ضد علويي المدينة، بهدف خلق حالة من الفوضى وانتشار العداء، والتي ستؤدي غالبا إلى مواجهات مسلحة بين الجانبين.