"خميني
اليمن" اسم ارتبط بزعيم جماعة "أنصارالله" (
الحوثيين)، عبدالملك الحوثي، حليف
طهران في جنوب الجزيرة العربية حيث تقع اليمن، التي دأب إعلامها منذ سقوط العاصمة صنعاء بيد مسلحيه على وصفه بهذا الاسم.
ومع استمرار العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين المدعومين بوحدات عسكرية تابعة لعلي عبدالله صالح منذ آذار/ مارس الماضي، يضع مراقبون أسئلة عدة حول مستقبل جماعة الحوثي، وهل انتهى حلم "
الخميني الصغير" عبدالملك الحوثي في حكم اليمن؟
سقوط الحوثي مسألة وقت
يعتقد رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب، أن مشروع جماعة الحوثي في اليمن انتهى إلى غير رجعة، وسقطوها مسألة وقت لا غير".
وأكد أن "كل محاولات الإنقاذ التي يقوم بها حلفاء الجماعة لن تزيده إلا انتكاسة وفشلا، وستجعل هزيمته مريرة، بحيث يغدو لعنة دائمة أمام أي مساع جديدة لبعثه، التي سيواجهها الوعي الجمعي للشعب اليمني بكل شراسة وصرامة".
وقال في تصريح خاص لـ"عربي21" إنه "لولا التدخل العربي والمقاومة الشعبية الحرة لكان اليوم "الخميني الصغير"، أي عبدالملك الحوثي، وليا فَقِيها بسلطات مطلقة يحكم اليمن"،على حد قوله.
وأوضح أن "الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله عجز مع دوائر إيران "تخليق نموذج الخمينية في بيروت، ولذلك قرروا تحويل اليمن إلى مجال لتخليق خميني صغير، لتكون نموذجا عربيا لنظام الملالي، من خلال بناء الحركة الحوثية عبر مؤسسها بدرالدين الحوثي ونجله الأكبر حسين الذين قتلوا في حروب صعدة مع القوات الحكومية، قبل أن يقودها عبد الملك الحوثي".
وعلل غلاب ذلك بأن "لبنان لم تستطع أن تكون نموذجا لنظام ثيروقراطي، ومن بعدها العراق التي لم تكن قادرة على الإعجاب بـ"الخمينية كنظام حكم"، ولم تعد سوريا أيضا قادرة على ابتلاع نظام ولاية الفقيه" مفسرا ذلك بأن "العلوية البعثية طائفة علمانية، لا تفقه نظريات الخميني"، وفق تعبيره.
ودعا رئيس مركز الجزيرة العربية المنخرطين في المشروع الحوثي، وخصوصا رجال الأمن والقوات المسلحة وبعض الفئات الهاشمية ورجال القبائل، إلى "التحرك العاجل لتخفيف وطأة السقوط، عبر الرفض والمواجهة لجماعة الحوثي، لكونها مسألة مهمة جدا لهم ولليمن، ولتطهير أنفسهم من الأخطاء التي اقترفوها في حق بلدهم دولة وشعبا"، حسب وصفه.
يد إيران ستقطع
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي رشاد الشرعبي أن "ارتباط زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي الذي أسماه الإعلام الإيراني بـ"خميني اليمن"، بالنظام في طهران، الذي يحاول ابتلاع دول عربية بمبررات تصدير الثورة الشيعية تارة، والممانعة ومقاومة المشروع الصهيوني والأمريكي تارة أخرى، عجل من سقوطه بعدما تحول إلى ورقة للضغط والابتزاز السياسي من قبل إيران في المنطقة"، على حد قوله.
وقال في حديث لـ"عربي21": "يبدو أن المؤشرات تؤكد في مجملها أن ما يجري في اليمن سيقطع اليد الإيرانية، أي جماعة الحوثي.
وأشار إلى أن اليمنيين سيهيلون التراب على حلم الحوثي في استعادة حكم الأئمة، الذي كاد أن يعود برداء جمهوري، عبر تحالفها مع الرئيس المخلوع علي صالح المدعوم أيضا من نظام طهران" وفق تعبيره.
نجم الحوثي أفل
في هذا السياق، يرى الكاتب والباحث السياسي اليمني حسين الصوفي أن مشروع الحوثي في اليمن -الذي نما "إعلاميا وعسكريا"- سيختفي، ولا يمكن أن يتجدد، لأنه عبارة عن أداة فوضوية مثل "داعش وحزب الله اللبناني"، الذي يجعلنا أن نؤكد على أن "المشروع الطائفي دفن تحت ركام قصف آلة الموت التابعة للحوثيين وصالح للمدن اليمنية".
وقال في تصريح خاص لـ"عربي21" إن "طهران خسرت مشروعها الخميني في اليمن، الذي لم يعد محصورا سوى على القتل"، على حد قوله.
وبين الصوفي أن "الكثير من الدلائل توحي بأفول التحالف الثنائي بين الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح، بعدما فشلا في فرض الانقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية".
ولفت إلى أنه "لم يعد أي مستقبل سياسي للحوثيين وصالح، بعدما انكشف عنهما القناع كعصابة موت حقيقية، إلا أن الخطورة باقية لما تمتلكه العصابة من أدوات الدولة التي تتحرك بها" وفق تعبيره.
يذكر أنه في 21 نيسان/ أبريل الماضي، أعلن التحالف انتهاء عملية "عاصفة الحزم"، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، موضحا أن هدفها هو استئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي بالغارات الجوية للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة.
وتقول الرياض إن هذه الغارات تأتي استجابة لطلب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، المقيم حاليا في السعودية، بالتدخل عسكريا لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية".