أثار قرار رئيس وزراء دولة
الاحتلال بنيامين
نتنياهو، الثلاثاء الماضي، استحداث وزارة لشؤون
القدس، تساؤلات حول الهدف من وراء هذه الخطوة، وتداعياتها على مستقبل المدينة المقدسة.
يقول الخبير في الشأن الصهيوني، أنطوان شلحت، إن قرار نتنياهو استحداث "
وزارة شؤون القدس"، يعني أن مدينة القدس المحتلة "موضوع مركزي في كل أجندات الحكومات
الإسرائيلية المختلفة"، مرجحا "تصاعد وتيرة التهويد ومصادرة الأراضي والاستيطان؛ أكثر مما كانت عليه سابقا".
وأشار في حديثه لـ"
عربي21" إلى أن هذا القرار "لا يقلل من خطورة ما جرى سابقا ويجري حاليا في القدس المحتلة"، مؤكدا أن "المشروع السياسي الصهيوني ما زال مشروعا مفتوحا لتهويد الأرض، ويعتمد بشكل كبير على تشكيلات ووقائع جديدة في الميدان".
غطاء المفاوضات
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي "يشعر بأنه في سباق مع الزمن؛ بسبب ضغوط ربما ستمارس عليه في الفترة القريبة المقبلة من قبل الإدارة الأمريكية وأوروبا؛ لتحديد جدول زمني لتسوية القضية
الفلسطينية"، منوها إلى أن الاحتلال كان "يعتمد في الوقت الماضي على المفاوضات كغطاء لعدم التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين".
وتابع: "الوقائع الميدانية الموجودة على الأرض - كالاستيلاء على الأراضي والممتلكات الفلسطينية وغيرها في القدس بشكل خاص - هي ما سيقرر طبيعة التسوية في المستقبل".
وأشار شلحت إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "ناقشت في أول اجتماع لها موضوع الاستعداد للاحتفال بمرور 50 عاما على ضم مدينة القدس واحتلالها بالكامل عام 1967، والذي سيُقام في عام 2017"، مبينا أن حكومة الاحتلال "أخذت سلسلة من القرارات الحكومية من أجل تدعيم وحدة القدس، وإبقائها عاصمة أبدية لإسرائيل، منها؛ استثمار أموال طائلة، وإقامة بنى تحتية جديدة، ومبان مختلفة".
وأضاف: "هناك تركيز كبير على مدينة القدس، وتصعيد أكثر في إجراءات التهويد وسرقة الأرض".
فرخ ليبرمان
من جانبه؛ أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أن المكلف من قبل نتنياهو بإدارة "وزارة شؤون القدس" زئيف ألكين، هو مسؤول كتلة الليكود في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي؛ وهو بمثابة "فرخ" أفيغدور ليبرمان، الزعيم اليميني
اليهودي المتطرف.
وأضاف لـ"
عربي21": "يتميز ألكين بأنه كثير الصمت، إلا أنه متعصب يهودي من الطراز الأول، ويقيم في الكتل الاستيطانية الضخمة بالضفة الغربية المحتلة".
وقال إن نتنياهو كلف ألكين "بتقليص صلاحيات رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات"، مشيرا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال كان قد أعلن قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة أنه "ليس بحاجة لتشكيل وزارة تختص بشؤون القدس". ويعد بركات من أكثر المعارضين لإنشاء هذه الوزارة، حيث قال: "القدس ليست بمثابة جائزة ترضية لأحد، ونتنياهو أخلف في وعوده".
وأضاف جعارة أن "ملف القدس مستقر الآن في يدي نتنياهو، الذي جعل من نفسه مرجعية لحل أي خلاف يقع بين ألكين وبين بركات"، واصفا نتنياهو بأنه "من أكثر الشخصيات دكتاتورية في الثقافة السياسية الإسرائيلية؛ لأنه يحتفظ حاليا بسبعة ملفات ذات أهمية استراتيجية تتعلق بدولة الاحتلال".
وقال إن نتنياهو "يشعل الحرائق في كل مكان، وخاصة في الملفات الجديدة التي يستحدثها، والتي منها وزارة القدس"، مؤكدا أن شخصيته المتآكلة مرتبطة فقط بالقدس والاستيطان، وهذا ما دفعه للإعلان أمام وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي؛ أن الاستيطان سيستمر داخل الكتل الاستيطانية الضخمة، وأن القدس موضوع غير قابل للتفاوض".
وتابع: "لذلك؛ استحدث نتنياهو هذه الوزارة لأول مرة؛ ليثبت أن القدس قريبة من قلبه، وأنه إذا نسيها فسوف تشل يمينه"، على حد تعبيره.