كتاب عربي 21

سنة بكل ما فيها تقول لك: "فشلت"

سيف الدين عبد الفتاح
1300x600
1300x600
ليس هذا كلام معارض ولا رافض.. هذا ما تنطق بها السنة بل السنتان بكل ما فيهما من أقوال وأعمال وأحوال.

الذين يصرخون في وجوه المصريين: لا تحاسبوه.. سنة لا تكفي.. هؤلاء يقولون له بالصريح المريح: لقد فشلت من حيث يشعرون أو لا يشعرون.

الذين يصرون على مواجهتك رغم دمويتك وتجبرك وطغيانك.. يقولون لك مبتسمين واثقين: أيها القاتل الفاشل قد فشلت..

سنة كبيسة كئيبة بكل ما فيها من كوارث ومصائب وخيبات أمل تقول بملء فيها وبكل ما فيها: فشلت.. فشلت.. فشلت.

لقد بدأت خائفا بخيلا بأي وعد: لا تعد بشيء، لكنك سرعان ما غلبك غرورك فإذا بالوعود والعهود تبذلها بغير ثمن ولا دليل.. تذكر أنك ظهرت مندهشا متعجبا حين سئلت: أين برنامجك؟ ألقيت بالوعود وأنت لا تنوي فعل شيء، فقط لتبرر دخولك في أمر لست له وليس لك، ولتحاول شرعنة اغتصابك وانقلابك وتداري بطشك وجبروتك، فبقي كل ذلك وتبخرت الوعود الزائفة..

اقتصادنا يقول لك: فشلت.. فقد أظلمت الدنيا أكثر في عيون من قلت لهم إنهم نور عينيك.. ونأت الظهور بأحمالها من الرفع العمدي للأسعار، والكذب الحصري في قضية الأجور.. فشلت في تطبيق حد أدنى أو أقصى، وكنت قد وعدت وتوعدت، ثم خضعت واستلمت لمن هم أقوى منك.. ادعيت أنك ستحارب الفساد، ثم لم تقرب إلا أهله ولازلت تعين في أعلى المناصب فاسدين مُعلنين غير مستورين، وتتجاهل ضجيج الرافضين، وكأنك تقول: (بل نحن مصلحون).

مجتمعنا يقول لك: فشلت بل أفسدت.. زدت الناس انقساما وتفرقا، بل تباعدا وتباغضا.. حتى زيارتك إلى ألمانيا على سبيل المثال ألبت فيها الناس على بعضهم البعض، فهذا معك وذاك ضدك، ولا تزال تحشد الحشود وتهدر الأموال كي يصطف لك مؤيدوك، ولا تشعر بالخزي ممن يحتجون عليك ويعارضونك.. ما هذا بحكم ولا غدارة، إنما صناعة فرقة قائمة ودائمة يتصدع معها بنيان الجماعة الوطنية وأركانها، تحت دعاوى شتى تحدثت بها زورا وبهتانا.. لقد نجحت في هذه الصناعات: الفرقة والشحناء والبغضاء والاحتراب والإرهاب.. إنه نجاح الفاشلين..وقال من قال أنك قمت بما قمت به مدفوعا لتحاشى حرب أهلية قد أوشكت ،فصرت بخطابك وسياساتك تدفع الأمور دفعا الى حافة الاقتتال الأهلي، زرعت الكراهية وصنعت الانقسام ودفعت جوقة الإفك الإعلامي في طريق سياسات الاستئصال تروج لها وتبرر لمذبحة مماليك قاتلة وشاملة ،وتقول ويقول من هم فى ركابك ومن سدنة بطشك وقمعك أن كل هذا من أجل الوطن؟!.

تحدثت عن مواجهة إرهاب محتمل، وعن إرهاب في سيناء ،فما حددت شيئا سوى سياسات أشرت أنت بلسانك إلى خطورتها وأدنت ما تفعل من سياسات من هدم بيوت في سيناء ومن تفجير منشآت ومن تهجير وإنشاء منطقة عازلة ، أدنت ذلك من قبل ثم فعلت ولم تقل لأهل سيناء أو عموم أهل مصر لما نقضت بفعلك ماسبق مما أعلنت أو قلت ،حال سيناء وأهلها يهتف لقد فشلت؟!، وأمن الناس وأمانهم ورقيهم وتنميتهم كل هؤلاء يقولون لك لقد فشلت.

ديننا وتجدده بأصوله يقول لك: فشلت وتعديت.. تتحدث عن ثورة دينية، وأنت أبعد ما تكون عن التجديد والثورة، وما هي إلا تبديد وعورة.. أنت في حقيقة الأمر لديك تصور مسبق لتقويض أسس الدين، وتمارس ذلك بلا أدنى روية.. ماذا تعرف عن خبرات تجديد أمر الدين في تاريخ المسلمين؟ وماذا تعرف من قواعد ذلك وضوابطه وصفات القائمين عليه؟، لقد تصدر لتجديد الإسلام -بدفع منك- من يراهم الناس أهل فن منفلت وثقافة مبتذلة.. ما هذا بتجديد بل هو تبديد للدين والتدين.. أنت تعلم أن الدين الحقيقي سوف يقف في وجه الاغتصاب والانقلاب والإرهاب، ويقاوم كل سياسات السوء التي صارت محلا لتندر الناس على خطورتها وضلالها..المستبد لا يطلب تجديدا حقيقيا لأمر الدين ولكنه في حقيقة أمره يبدد لا يجدد.

أمننا الشخصي والقومي يهتف: فشلت ثم فشلت.. فأين أمن مصر القومي؟ وأين أنت من أمن الإنسان الحقيقي حينما تطارد وتعتقل وتقتل وتخنق وتحرق.. ليس هذا مجرد فشل، لكنه مسار أسود من الطغيان الغاشم والجور والتجبر الذي لا يمكن أن يدوم في وطن وبين مكونات أمة وشعب.. إن حجم المخاطر والتهديدات من الداخل والخارج التي باتت تحيق بالوطن وأهله، حتى استسهل الناس ترك الوطن، والبحث عن أرض أخرى.. كل ذلك يقول لك: فشلت في كل شيء.

حتى إعلامك الخبيث وأذرعك التي ظننتها سندا وصونا لك، إذا بها تفضح كل خطوة من خطواتك، وتميط اللثام عن خبيئاتك وما تحاول التستر عليه من كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى.. أبواقك تقول في كل برامجها ودفاعاتها الحمقاء عنك ودعوتها للشعب أن يرحل ويغور، وأن يتخلى عن مطالبه الآدمية وحقوقه الإنسانية وحرياته الأساسية.. تقول: فشلت وخربتها..

آلة العدالة التي سيستها ووظفتها لقمعك وحولتها إلى آلة جور وبطش وعدوان، وأخرجتها عن كل قواعد العدل وحدوده وأعرافه، لكي تعتقل وتنكل وتعدم باسمها، تقول لك: فشلت وظلمت..

لقد فشلت في إحراز أية مصداقية لكلامك وخطابك وأي من وعودك الوهمية. حتى تآكلت كتلتك من كل جانب وطريق.. لتؤكد ان هذا الجمع الذي كونته بالزور والزيف بالغصب لا يمكن أن يستمر.. وان كيان المصالح الخبيثة هو كيان منهار من قواعده وأوهن من بيت العنكبوت.. لأنه يقوم على خبث الطوية وسوء النية والمصلحة الشخصية الأنانية.. وقمة في الفساد والفشل..

قل لي عن إيجابية واحدة قمت بها أو عملت لها، إلا أن تكون من جنس غصبك وظلمك معتقدا أنك تنال أمانك وشرعية حكمك بمزيد من المتاريس أو نفاق سدنتك المهاويس.. أو اصطحاب الفاشلين المتحالفين معك على الفشل..

يا هذا، إن كل هذا ليس إلا عين الفشل.. ومشاريعك الوهمية التي قلت عنها قومية، أردت بها أن تتجمل أمام مريديك وتجذب فإذا بك تكذب وتكذب.. لأنها انكشفت عن أكبر فناكيش قومية في تاريخ مصر.. إنها سنة صادقة تشهد على أكذب منظومة.. منظومة لم تنجح إلا في الفشل.."إن الله لا يصلح عمل المفسدين".
التعليقات (9)
كوثر الشناوى
السبت، 06-06-2015 03:28 ص
والله ما ارى فى تعليقك أيها الاستاذ الأخوانى الجامعى الا الجور. لم اجد كلمة حق فى مقالك سوى أنكم تملىون سجون مصر بعد ان مليىتم كل ركن فى مصر بعدوانكم وعدائكم . من قسم الامة هو انتم، من دعى الامة الى الاستغاثة بالجيش ضد طغيانكم وانانيتكم وفسادكم هو انتم. يكفي الرجل شرفا انه أنقذ الامة من هلاك محقق وفتنه كنتم داعين لها، يكفى الرجل شرفا انه أعاد للشارع المصرى بعضا من الطمأنينة بعد ما كانت قوافلكم تطوف الشوارع وتطلق النار والخوف على كل من ليس منهم. يكفى انه أعاد للحكومة هيبتها بعدما أفتاتم على الدولة ومؤسساتها. هل يوجد سلبيات لهذه الحكومة، لايوجد من ينكر ذلك. لكن سيدى الفاضل لا وجه للمقارنة بين الكوارث التى سببها رئيسك المختار وبين اخطاء هذه الحكومة. يكفيكم هوانا استعداء العالم والغرب على مصر، ورغبتكم الدؤب عَلى جلب العدوان والاحتلال لمصر. يكفيكم عارا وهواننا اعلامكم المضلل وانغماسكم فى ما يجند من أعلام كاذب ضد مصر وضد شعبها، يكفيكم عارا هوانا اعترافكم المتكرر ان لا ولاء لكم حتى لوطنكم وان ولاىكم الوحيد هو للجماعة وقيادتها. حتى كراهية الشعب لكم استاذنا الفاضل ، شوهتموها ووصمتوها بالارهاب والقتل والهمجية،. لكنها العداء والكراهية القاتلة، لمن لشعب مصر، الذى اعطاكم ثقته وبارك رجلكم ، ثم أوقف ما كنتم تعدوه له ووقف لكم كصف واحد، يرد عدائكم وكيدكم.
انور
الجمعة، 05-06-2015 04:32 م
بارك الله فيك لا فض فوك
ayman
الخميس، 04-06-2015 06:36 م
اطلع من دول دة انت مكشوف وشكلك بايخ
هانى عبدالله
الخميس، 04-06-2015 05:37 ص
ربنا يبارك فيك يا دكتور سيف
Walla
الخميس، 04-06-2015 03:22 ص
اتعجب ازاى سيبينك تقول الكلام ده ولكن على كل حال انك يا استاذى الجليل تثلج صدرى بمقالتك