قال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في تصريحات صحفية، الأربعاء، إن
روسيا تدرس إمكانية إيصال
المساعدات الإنسانية إلى
اليمن، لافتا إلى أن مثل تلك المسألة يمكن أن تحل في غضون أسابيع.
وقال غاتيلوف: "نحن ما زلنا نطالب بإعلان هدنة إنسانية (في اليمن) لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية. من جانبنا نحن ندرس الخيارات لإيصال الشحن الإنسانية إلى اليمن في المستقبل القريب".
وتابع غاتيلوف تصريحاته، مبينا أن الطائرات المحملة بالمساعدات الإنسانية يمكن إرسالها إلى اليمن بعد حل "جميع القضايا التنظيمية"، وقال قاتيلوف: "إن هذا الأمر ممكن خلال أسابيع".
ولم يوضح المسؤول الروسي كيف سيتم إيصال هذه المساعدات إلى اليمن، وهل ستنسق روسيا مع
الأمم المتحدة أو مع التحالف العربي أم غير ذلك.
يشار إلى أن المساعدات الإغاثية الخارجية التي تدفقت إلى اليمن مؤخرا، لم تُحدث أي تأثيرات ملموسة في حياة المواطن اليمني، عدا عن تدنٍّ طفيف جدا في أسعار بعض المواد الأساسية، خلال الأسبوع الأول من شهر أيار/ مايو الماضي.
وتراكمت في اليمن أزمة اقتصادية خانقة منذ دخلت البلاد في حرب أشعلها الحوثيون في 19 آذار/ مارس الماضي، لترتفع وتيرتها أكثر مع دخول التحالف العربي المكون من عشر دول، بقيادة المملكة
السعودية على الخط، عبر تنفيذ ضربات جوية ضد تحالف الحوثي - صالح، منذ 26 آذار/ مارس الماضي.
وفي وقت سابق، ضمن مشروع خاص يطلق عليه "مشروع رصد"، أجرى "مركز الدراسات والإعلام والاقتصادي"، وهو مؤسسة يمنية معروفة، مسحا اقتصاديا يهدف لمراقبه الوضع المعيشي والاقتصادي في اليمن، في ظل اتساع المواجهات بالعديد من المحافظات.
وخلص التقرير إلى أن الوضع المعيشي يزداد سوءا، في ظل استمرار زيادة أسعار المواد، وارتفاع البطالة، واتساع رقعة الفقر، مع التأكيد على انعدام شبه تام للغاز المنزلي، ومادتي البترول والديزل، وانتعاش السوق السوداء بارتفاعات تجاوزت الـ700 بالمئة في بعض المناطق.
وعملت الحرب الداخلية، بالتوازي مع الضربات الجوية لقوى التحالف العربي، على إيقاف عمليات الاستيراد والتصدير عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية.
وبحسب مراقبين، فقد شكل ذلك أزمة كبيرة في توفير المشتقات النفطية، حيث تعتمد اليمن على استيراد نسبة مؤثرة منها من الخارج، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع كافة أسعار المواد الأخرى.
ولفت التقرير إلى أن غياب ماده البترول والديزل خلق صعوبة في حركه انتقال المواطنين، سواء كان ذلك داخل المدن أم فيما بينها، حيث سجل التقرير ارتفاعا في أسعار المواصلات تجاوز الـ100 بالمئة.
يشار إلى أن انعدام مادتي البترول والديزل، بالتزامن مع انطفاء الكهرباء المتواصل، أدى بدوره إلى ارتفاع نسبة المتاجرة السوداء بالغاز المنزلي، حيث اضطر كثيرون إلى تحويل مولداتهم الكهربائية المنزلية من العمل على مادتي البترول والديزل إلى العمل بمادة الغاز المنزلي، كما حدث ذلك أيضا مع كثير من المركبات التي كانت تعمل بالبترول أو الديزل، حيث حولت للعمل بالغاز المنزلي.
واستمر التحالف العربي الذي تقوده السعودية بضرب مواقع الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في اليمن، في الوقت الذي يجري فيه الأمريكيون محادثات مباشرة مع الحوثيين في مسقط، سعيا لتجنيب اليمن مخاطر مزيد من الانزلاق.
وكان مجلس الأمن أيد الثلاثاء الماضي دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لإرساء هدنة إنسانية جديدة في اليمن، مطالبا أطراف النزاع في هذا البلد ببدء مفاوضات سلام في أسرع وقت.
يذكر أن التحالف بقيادة السعودية يواصل منذ 26 آذار/ مارس الماضي حملة جوية في اليمن ضد الحوثيين، الذين سيطروا على مناطق مترامية في البلاد، بينها العاصمة صنعاء.