عادت جبهة القلمون للاشتعال مجددا بعد أيام على الهدوء، فحزب الله اللبناني يحاول باستماتة فرض سيطرته على المنطقة الاستراتيجية، وإخراج المعارضة السورية منها، فيما تحارب الأخيرة على جبهتين، واحدة في مواجهة
النظام السوري وحلفائه، والأخرى ضد
تنظيم الدولة الذي يسيطر على مناطق في القلمون الغربية، التي فرض نفسه لاعبا أساسيا فيها، وبات يهاجم الجميع.
حزب الله وتنظيم الدولة
ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين حزب الله وتنظيم الدولة، حيث باغت الأخير في جرود القاع ورأس بعلبك، وشن هجوما على العديد من النقاط التي يسيطر عليها الحزب.
ووسط تباين في حصيلة المواجهات، أشارت قناة "المنار" التابعة لحزب الله إلى أن الحزب تمكن في المواجهات من قتل أحد أمراء تنظيم الدولة، والعديد من القادة الميدانيين، وإحباط الهجوم الذي استهدف نقاطه داخل المناطق اللبنانية.
في الوقت ذاته، أعلنت حسابات ومواقع إلكترونية مقربة من تنظيم الدولة عن مقتل عشرة عناصر من حزب الله مع تقديم أسمائهم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المنطقة شهدت أيضا مواجهات في المناطق الشرقية من القلمون بين المعارضة وجبهة النصرة من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى، للسيطرة على "جبل الأفاعي" في القلمون، وقد جرى بالفعل طرد تنظيم الدولة من أجزاء واسعة منها.
تنظيم الدولة والمعارضة المسلحة
في الأثناء، قالت قوات المعارضة السورية، الثلاثاء، إنها سيطرت على جبل الأفاعي في منطقة القلمون الشرقيّ، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة.
وبدأ تجمع عسكري يضم كلا من "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" و"ألوية الشهيد أحمد العبدو"، ما أسموه "معركة تحرير منطقة المحسا في القلمون الشرقيّ"، وذلك لفتح طريق إمداد مقاتليهم إلى الشمال السوري".
وأشارت مصادر من كتائب الثوار إلى أن قوات المعارضة سيطرت على جبال الأفاعي وثلاث نقاط قربها، كما أنها دمّرت عددا من آليات تنظيم الدولة، وقتلت نحو 45 من عناصره، فيما لم تسجّل إصابات في صفوف المقاتلين.
وأكدت وصول مؤازرات من الشمال السوري، ومناطق الغوطة وجنوبي دمشق ودرعا.
يشار إلى أن أمير
جبهة النصرة في منطقة القلمون "أبو مالك التلّي"، قال في وقت سابق، إن حوالي ألف مقاتل يتواجدون في محيط بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع
سوريا، مهددا حزب الله بأنه لن يدخل محيط البلدة إلا على أجساد المقاتلين والجنود اللبنانيين المختطفين لدى الجبهة.
ولم يبيّن التلّي ما إذا كان العدد الذي صرّح به هو لمقاتلي النصرة فقط أم أنه يشمل مقاتلي باقي الفصائل المسلحة المتواجدة في منطقة القلمون التي تدور فيها منذ أسابيع معارك طاحنة، ما بين مقاتلي جبهة النصرة وفصائل مسلحة أخرى منضوية تحت لواء غرفة عمليات جيش فتح القلمون من جهة، وحزب الله اللبناني على الجهة الأخرى.
وأضاف أن "الجيش اللبناني يشارك جيش النظام السوري بالقصف، وحزب الله أيضا"، مؤكدا ثبات الجبهة، بالقول: "إما أن نكون أو لا نكون".