رغم الطلعات الجوية اليومية للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، ورغم إنفاق الولايات المتحدة الأمريكية تسعة ملايين دولار يوميا، فإن رئيس الوزراء
العراقي حيدر
العبادي أرجع الفضل في إنقاذ العراق من التنظيم للمرجع الشيعي علي
السيستاني.
وأشار العبادي إلى أن فتوى السيستاني بالجهاد الكفائي ضد التنظيم "أنقذت العراق، كما أنها أنقذت المنطقة حين أوقفت امتداد عصابات داعش وأفشلت حلمها الأسود، وشكلت انعطافه حقيقية في المواجهة واستعادة المبادرة لصالح العراق وشعبه، وتحقيق الانتصارات المتلاحقة وتحرير العديد من المناطق المغتصبة".
وتمخض عن فتوى السيستاني تشكيل مليشيات
الحشد الشعبي الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي، غير أنها لا تأتمر بأمره ولا تخضع لسيطرته.
وبإرجاعه الفضل لفتوى السيستاني، يجير العبادي "الانتصار" على تنظيم الدولة الذي ما زال يسيطر على مناطق واسعة بالعراق، إلى مليشيات الحشد الشعبي متنكرا لدور
التحالف الدولي ومقاتلي البيشمركة الكردية.
وكان العبادي انتقد، في اجتماع باريس الأخير، الأسرة الدولية واصفا جهودها في مواجهة التنظيم بـ"الفاشلة"، مطالبا بدعم أكبر للعراق.
ولم ينتقد العبادي مليشيات الحشد الشعبي المتهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في كل المناطق التي مرت فيها في الطريق إلى "تحرير الأنبار"، رغم انتقاد أحد مكوناته، المرجع الشيعي مقتدى الصدر، للأعمال "الهمجية" التي يقوم بها أعضاء في الحشد.
ويبدو أن تصريحات العبادي تأتي لإرضاء مليشيات الحشد الشعبي التي تعمل على الأرض، على حساب التحالف الدولي الذي يؤمن الغطاء الجوي للعمليات ضد التنظيم بغارات يومية، والتي لولاها لما دخل مسلحو الحشد الشعبي تكريت مؤخرا.
وتعارض فصائل عدة في الحشد الشعبي مشاركة أي قوات أمريكية أو أجنبية على الأرض، حيث قال قيادي في قوات الحشد الشعبي، الخميس الماضي، إن قرار الولايات المتحدة الأمريكية، إرسال 450 عسكريا إلى الأنبار، هو محاولة لسرقة الانتصارات التي ستحققها قوات الحشد الشعبي مع القوات العسكرية الأخرى في مدينتي الرمادي والفلّوجة الخاضعتين لسيطرة تنظيم الدولة.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، قالت السفارة الأمريكية في العراق، إن التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة شن 3200 غارة جوية ضد الأخير في غضون ثمانية شهور، دمر خلالها 5780 هدفا للتنظيم.
وأوضحت السفارة، في بيان نُشر على صفحتها الرسمية على موقع التواصل "فيسبوك"، أن "أكثر من 3200 ضربة جوية أمريكية من قبل قوات التحالف في كل من العراق وسوريا أدت إلى إلحاق أضرار أو تدمير أكثر من 5780 هدفاً لتنظيم الدولة، بما في ذلك 75 دبابة و285 عربة كانت تحت سيطرة التنظيم، و1166 موقعا قتالياً، و151 هدفا متعلقا بالبنية التحتية للنفط، التي كان يديرها التنظيم".
وبين التحالف الدولي ومليشيات الحشد الشعبي، يبقى المسيطر على الأرض هو تنظيم الدولة، باعتراف العبادي.
وبين العمل على الأرض والغارات الجوية، اختار العبادي الانحياز للحشد الشعبي، الذي تعارض الولايات المتحدة مشاركته في العمليات العسكرية، لكون التحالف سيرحل عاجلا أم آجلا، غير أن المليشيات باقية على الأرض فيما يبدو.