مع اقتراب حلول شهر
رمضان المبارك، أغلقت حكومة الانقلاب في
مصر الباب في وجه المصريين الذين يلجأون للمساجد للعبادة والاعتكاف، خوفا من تحول هذه التجمعات إلى بؤر للاحتجاج على الأوضاع المعيشية المتردية أو مقاومة الانقلاب ولو بالدعاء على قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وأعلنت الحكومة - ممثلة في وزارة الأوقاف - شروطا وصفت بـ"التعجيزية" للإعتكاف داخل
المساجد في رمضان، كما أكدت تعيين مشرفين تابعين لها لمراقبة "تصرفات المصلين في صلاة التراويح"، وشددت على عدم السماح لأهالي المحافظة بالصلاة في مساجد محافظة أخرى!.
خنق المساجد في رمضان
وعممت وزارة الأوقاف نشرة سرية على جميع المديرات التابعة تتضمن تعليمات للأئمة والخطباء بهدف إحكام السيطرة على المساجد خلال شهر رمضان المقبل.
وشملت هذه النشرة - بحسب تقارير صحفية - ضرورة الإلتزام بالخطب الموحدة التي تقرها الوزارة، وعدم تناول الأمور السياسية إلا وفقا لما يرد في الخطب المعتمدة من الأوقاف، وعدم تشجيع أو السماح بأي إعتصام أو مظاهرات احتجاجية تنطلق من المساجد، مع ضرورة إبلاغ الشرطة فورا عن المتورطين في هذه الإحتجاجات.
وشددت الأوقاف على تدوين موضوعات الخطب أو المحاضرات الدينية التي تلقى في المسجد في سجلات رسمية يتم مراجعتها واعتمادها دوريا من قبل مفتشي الوزارة.
كما منعت الأوقاف جمع أي أموال داخل المساجد تحت أي مسمى، ومنعت السماح بترميم أو إصلاح أو توسعة المساجد إلا بعد موافقة الحكومة.
وهددت الأوقاف من يخالف هذه التعليمات بالتعرض لعقوبات مشددة من بينها الحرمان من الأجر أو الإحالة للتقاعد أو الخضوع للتحقيق في الجهات الرسمية، في إشارة إلى أجهزة الأمن.
شروط تعجيزية للإعتكاف
وكانت وزارة الأوقاف قد أعلنت الأسبوع الماضي عن ضوابط صارمة للإعتكاف بالمساجد في شهر رمضان المقبل، مؤكدة أنه لن يسمح بالاعتكاف إلا في عدد محدود من المساجد الكبيرة بكل محافظة بعد اعتمادها من الجهات المختصة.
وشددت الوزارة في بيان لها - تلقت "
عربي21" نسخة منه - على أن الإعتكاف سيكون مقصورا على سكان الحي الذي يوجد به المسجد فقط، واشترطت حصول من يرغب في الإعتكاف على موافقة مسبقة من الحكومة بعد تقديم بياناته وصورة من هويته الشخصية قبل السماح له بالإعتكاف.
وهددت بأن أي
اعتكاف آخر لا يشرف عليه أحد الأئمة التابعين للوزارة سعتبر تجمعا غير قانوني، وسيتم إبلاغ الأجهزة الأمنية عنه لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضده.
وفيما يشبه تحريضا على عدم الإعتكاف، أكدت الأوقاف في بيانها أن ثواب العمل والإنتاج وقضاء حوائج الناس وتحقيق الكفاية للأوطان، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تمر بها مصر، لا يقل عن ثواب الاعتكاف.
الدعاء على السيسي حرام!
وخلال الأيام الماضية سخرت حكومة الانقلاب علماءها وخطباءها للترويج لقائد الانقلاب لإنقاذ شعبية السيسي المتدهورة ومنع الناس من الدعاء عليه.
وأثارت القصة الوهمية التي سردها أحد
الخطباء التابعين لوزارة الأوقاف بالإسكندرية حول رجل شل لسانه بسبب دعائه على السيسي سخرية الكثيرين.
وبعد انتقادات وسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، اعترف الشيخ صبري فؤاد أنه اضطر إلى الكذب وتأليف هذه القصة غير الحقيقية لتخويف الناس من الدعاء على السيسي بعدما لاحظ أن أعدادا كبيرة من أهالي مدينة برج العرب، الذين يرفضون الانقلاب، يكثرون من الدعاء على السيسي.
وأضاف: "فكرت في طريقة تجعل الناس يتوقفون عن تأييد الإخوان والدعاء على السيسي، فقلت لعلهم يرتدعوا بعد أن يستمعوا لهذه القصة من شيخ يحبونه ويقدرونه"، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الناس رجعوا عن الدعاء على السيسي بعد هذه الواقعة.
لكن علماء السلطان، أيدوا موقف الشيخ فؤاد بأدلة شرعية - حسب قولهم - وحرموا الدعاء على السيسي أو انتقاده.
وفي هذا السياق، أكد عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، عبد الله النجار، أن الدعاء على السيسى حرام شرعا، مشيرا إلى أن من يدعو عليه يرتكب معصية التعدي في الدعاء المنهي عنها شرعا.
وأكد النجار، في مداخلة هاتفية مع قناة دريم أمس، أن الله لن يجيب دعاء من يدعون على السيسي، ولم يفته تذكير المصريين بأنهم مأمورون بطاعة ولي الأمر، وأن الخروج على السيسي حرام شرعا.