قال الإعلامي المصري المقرب من رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، "إبراهيم عيسى"، إن دولة السيسي، التي يؤسسسها في مصر، هي دولة الرجل الواحد، محذرا من مصير حسني
مبارك، الذي وجد نفسه محاصرا بـ20 مليون مواطن.
وأضاف في مقال بجريدة "
المقال"، التي يرأس تحريرها، الاثنين: "إذن هي
الكروت الذكية ما تكشف أننا فعلا في دولة الرجل الواحد.. هو نفسه يملك مجالس استشارية، ويستند إلى تقارير الأجهزة، لكنه في كل هذه الأمور، رجل واحد.. دستور مصر لا يسمح أصلا بصناعة بلد الرجل الواحد، لكن واقع مصر الآن يبيح ذلك".
وتابع في مقاله بعنوان: "الرئيس وكروت الرجل الواحد": "حتى مع انتخاب برلمان مقبل، وانعقاد جلساته مع كانون الثاني/ يناير أو شباط/ فبراير المقبل، سيستمر وضع الرجل الواحد واحدا.. حيث أن مجلس النواب سيكونون نوابا عن الشعب، والشعب يزكي، ويوافق، ويدعم الرجل الواحد، ويخاف عليه من الهوا الطاير، إذن كيف يتصرف الرجل الواحد هنا؟".
وأجاب عن سؤاله: "ما يجب أن يفكر فيه السيسي فورا، ألا يستسيغ فكرة الرجل الواحد، وأن لا يترك نفسه لفكرة أنه لا يجد أحدا.. هذه مسألة خطرة، ظل مبارك يقولها حتى وجد فعلا عشرين مليون "أحد" حول قصره بدلا من عشرين أحدا معه في قصره"!.
واستطرد عيسى: "الرئيس يريد مساعدين لا مشاركين، ويبدو أن هذا منهجه منذ تولي الرئاسة .. إنه يبالغ جدا في متابعة كل التفاصيل.. بما يعني اهتماما عزيما منه، لكن يعني عدم ثقة منه في المنفذين، ورغم ذلك فإنك لا تراه يتعامل مع مشاركين، بل مع تنفيذيين".
وتابع: "طبيعي جدا أن يحتاج الرئيس إلى الشخص الذي ينفذ القرارات والتعليمات والأوامر لكن الواجب هنا أن يكون المنفذ ليس منبهرا بالأمر، وصاحبه.. ولا يعمل وفق نظرية السمع والطاعة و"أحلامك أوامر يا أفندم".. والذي يريد أن يحصل على رضاك أو المرعوب من غضبك إلى حد أن يزيف معلومات أو أرقاما من أجل أن ترضى، أو يعد وعودا في الهواء حتى تسعد به، والذي يغشى عليه لو زعقت فيه".
وأضاف: "هذا نوع من المنفذين لا يشارك فيما ينفذ بل يطيع في ما ينفذ.. وهذا ما يبدو أن الرئيس السيسي لا يتعامل حتى الآن إلا معه".
و"في الختام تساءل السيسي: ما علاقة الكروت بكل هذا؟".
وأجاب: "الحاصل أن الرئيس عقب اجتماع مع مجلس استشاري من مجالسه المتخصصة.. انتهى إلى احتمالية تأجيل منظومة الكروت الذكية لتوزيع البنزين.. وخذ بالك.. هذه المنظومة بدأت فعلا بشكل محدود، ونوهت عنها الحكومة كقرار تم اتخاذه لكن الرئيس قرر أن يؤجلها ليراجعها.. ألم أقل لكم؟".
ومنظومة الكروت الذكية لتوزيع الوقود هي منظومة استحدثتها حكومة الدكتور هشام قنديل في عهد الرئيس الدكتور محمد مرسي، وبدأت فعليا في تنفيذها إلا أن الانقلاب لم يمهلها حتى تتم تنفيذها بشكل كامل، وتستهدف تلك المنظومة تحقيق العدالة في توزيع الوقود المدعم.
وإبراهيم عيسى إعلامي مصري مقرب من السيسي، ويعتبره البعض أحد أذرعه الإعلامية التي يستخدمها كمخلب قط، ضد المختلفين معه سياسيا، ومصدر لإطلاق بالونات الاختبار، لكنه حاول وضع مسافة بينه وبين السيسي، في الآونة الأخيرة، موجها له سهام النقد، فيما أكد مراقبون، أنه قفز مبكر من سفينة نظام السيسي، التي تلوح في الأوفق أنها توشك على الغرق.