قارنت مجلة فورين بوليسي في تقرير كتبه جيمس جيفري، بين سقوط مدنية
الرمادي عاصمة المحافظة
العراقية الأنبار في أيار/ مايو الماضي، وسقوط
بورما على يد الجيش الياباني.
ورأى الكاتب أن "سقوط الرمادي ذكر المسؤولين في الإدارة الأمريكية بهزيمة أخرى منيت بها قوات الجيش الوطني الصيني في بورما على يد الجيش الياباني في العام 1942".
وأوضح أن "الولايات المتحدة كانت قد دربت القوات الصينية وأرشدتها وجهزتها، وأرسلتها إلى بورما، في محاولة يائسة لوقف التقدم الياباني بعد معركة "بيرل هاربور" وسقوط سنغافورة في أوائل عام 1942".
ورأى الكاتب أنه ينبغي على خطاب الإدارة الأمريكية أن يتسم بثلاثة أوجه حاسمة، ذات صلة بالطريقة التي يمكن لواشنطن ويجدر بها من خلالها أن تمضي قدما في الصراع ضد
تنظيم الدولة.
وبدأ كاتب التقرير بأول وجه قائلا: "عدم التحكم في كيفية إظهار الأحداث. بعد أن أنكرت الإدارة الأمريكية أن مدينة الرمادي تتمتع بأي أهمية استراتيجية (تماما كما يبدو الحال بالنسبة إلى أي هدف في أي مكان ليس فيه أمريكيين)، رست الإدارة في النهاية على "النكسة التكتيكية" (الرئيس أوباما في حزيران/ يونيو). وهنا تقع كلمات ستيلويل في مكانها بالنسبة إلى الوضع في الرمادي أيضا: "شر هزيمة"، "أمر مهين للغاية". إن ما ذُكر هنا كاف في هذا الشأن".
أما الوجه الثاني، فيظهر من خلال "التضامن مع حلفاء الولايات المتحدة. من الصعب أن نتصور أن قوات تشانغ كاي شيك المتشرذمة تحلت باندفاع للمعركة أكثر من ذلك التي تحلت به القوات العراقية في الرمادي، والتي قاوم عناصرها تنظيم «الدولة الإسلامية» فعليا لمدة 18 شهرا هناك. ولكن بدلا من الحديث عن كيفية فشلهم "هم" (في هذه الحالة رفاقه الصينيين)، ففي حالة ستيلويل كانت جميع الأمور تتعلق بـ "نحن": "انهزمنا شر هزيمة"، " تم دحرنا من بورما". بهذه الطريقة بإمكان المرء أن يكسب ثقة حلفائه، على الرغم من أنها ليست بالطريقة المثالية. فالإدارة الأمريكية تبدو تقريبا كما لو أن الولايات المتحدة هي مراقب متطوع، من خلال الإعراب عن تخوفها من ألا يتولى الناس زمام أمورهم الخاصة بأنفسهم".
والأمر الثالث والأخير فهو "التعلم من خسارات الولايات المتحدة. يجدر بالمرء أن يتخيل لو أن الإدارة الأمريكية لم تعترف فقط بانعكاس محتمل قد يكون خطيرا، في حملة أعلنت فيها الولايات المتحدة عن مصلحتها الوطنية الحيوية بهزيمة العدو، بل رددت تعهد ستيلويل الختامي القائل: "معرفة سبب حدوثها والعودة لاستعادتها". بدلا من ذلك، يحصل الشعب الأمريكي على تأكيد على عدم إجراء أي تغييرات في مسار عمل الولايات المتحدة، ولكن ليس هذا فحسب، ففي بعض الأحيان يحصل أيضاعلى تأكيد على أن الإدارة الأمريكية لا تفكر حتى في تغيير أي شيء".
ولفت الكاتب جيفري إلى أن "من القوات العراقية في الرمادي قاتلت داعش جيدا في المدينة لعدة أشهر، وتشير تقارير وسائل الإعلام وإحاطات الإدارة الأمريكية إلى أن العوامل التي ساهمت في سقوط الرمادي كانت أيضا مزيج من خطوط الأوامر غير الواضحة وفشل لوجستي وضعف في الاتصالات وربما دعم جوي غير كاف".
إلا أن "جميع هذه العوامل هي عبارة عن "مجموعة مهارات" كان يجب على المستشارين الأمريكيين، المتواجدين على الأرض منذ حزيران/ يونيو، أن يكونوا قادرين على المساعدة على تصحيحها".
وأشار الكاتب إلى أنه "على بعد أقل من ألف ميل عن العراق، أي في أفغانستان، تضم القوات الأمريكية عناصر تقاتل بشكل غير رسمي إلى جانب الوحدات الأفغانية، مع قوة جوية وقواعد اشتباك تبدو أكثر ليبرالية من تلك الخاصة بالعراق".
وتساءل بناء على ذلك: "ألم يكن بإمكان الإدارة الأمريكية أن تقدم على الأقل شرحا عن سبب عدم إمكانية نجاح هذا النموذج في العراق، نظرا إلى الدعوات الخارجية المتواصلة للمشاركة بشكل أكثر قوة، وبعضها تأتي من قبل ذوي الخبرة في هذا المسار، مثل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون ماكين"؟
وأنهى الكاتب تقريره معتبرا أنه "في ظل غياب الصدق حول تطورات المعركة أو الحماس الملموس للقتال ضد هذا التنظيم، قد تكون واشنطن في الواقع أفضل حالا إذا غيّرت إدارة أوباما من هدفها الاستراتيجي، ليصبح عبارة عن احتواء داعش".