لم تمر هزيمة الجيش
العراقي في الأنبار مرور الكرام على رئيس الحكومة العراقية
حيدر العبادي، الذي قرر نقل دفة قيادة العمليات في المدينة من الجيش الذي "يعيش حالة من الانهيار وانكسار المعنويات" إلى مليشيا
الحشد الشعبي الشيعية.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية التابعة لحزب الله، حليف إيران في لبنان، عن مصادر من الحكومة العراقية، أن العبادي "قرر تسليم قيادة العمليات العسكرية في المحافظة لإحدى الفصائل البارزة في الحشد".
وقد أبدى العبادي "امتعاضا" من بعض التصرفات الأمريكية في تدخلها في المعركة، وقال إنهم "يسألون كثيرا عن فصائل الحشد الشعبي وطبيعة عملها وبمن تتصل وكيف تنسق عملياتها".
وقال المصدر إن قيادات "الحشد الشعبي" أبلغت العبادي بأنه لا يمكن الاعتماد على الجيش لأنه "يعيش حالة انهيار وانكسار في المعنويات"، مشيرا إلى أنه وافقهم الرأي جزئيا، بعدما أبدى قلقه واستغرابه من الحالة التي وصلت إليها القطع العسكرية والجيش العراقي.
وأكد المصدر أنه جرت تفاهمات مبدئية بتسليم قيادة العمليات في الأنبار لـ"الحشد الشعبي"، وتحديدا إحدى فصائله البارزة.
ونقل مصدر الصحيفة عن العبادي قوله، إن "المئات من العجلات العسكرية المحملة بأسلحة أحادية هربت من
الرمادي بسبب الشائعات والمخاوف. وعندما قلت لهم (لماذا تفرون؟) وأنا فوقهم في طائرة عسكرية، قالوا لا نريد أن تكرر سبايكر جديدة معنا".
ويشير أفراد الجيش العراقي في تبرير هروبهم من الرمادي، إلى مجزرة سبايكر التي جرت بعد أسر طلاب القوة الجوية العراقيين من قاعدة سبايكر في يوم 12 حزيران/ يونيو 2014، بعد سيطرة تنظيم الدولة على مدينة تكريت في العراق، حيث أسروا نحو 1700 طالب في القوة الجوية العراقية وقادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت وقاموا بقتلهم هناك.
والحشد الشعبي في العراق قوات عسكرية تنتمي إلى المكون الشيعي، برزت في المشهد العراقي بعدما أفتت المرجعية الدينية الشيعية العليا بالعراق "بالجهاد الكفائي" في 13 حزيران/ يونيو 2014 لمواجهة هجمات
تنظيم الدولة.
ويتهم الحشد الشعبي من قبل منظمات حقوقية عالمية على رأسها منظمة العفو الدولية، بقتل عشرات المدنيين السنة "بإعدامات عشوائية"، في ممارسات تصل لمستوى "جرائم الحرب".