طالبت صحيفة
مصرية موالية لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي باستقالة مفتي مصر، شوقي علام، وأن يعتذر عن سرقة كلام سيد قطب، ونسبته لنفسه، وهو ما أقر به
المفتي، الجمعة، في مقال جديد له.
وقالت جريدة "المقال"، السبت، إن النقل أو الاقتباس ليس عيبا في حد ذاته، لأن العلم يزاوج بعضه بعضا، وينبني لاحقه على سابقه، لكن العيب هو ألا تشير إلى من نقلت عنه، واقتبست منه، فتفقد بذلك شرف البحث العلمي، بعد إذ تفقد أخلاق الباحث، وفق الصحيفة.
وأضافت الجريدة في مقال، بعنوان: "تمنعون كتب سيد قطب بينما تسرقونها"، لعل تلك السقطة العلمية والأخلاقية التي وقع فيها حضرة مفتي مصر شوقي عبد الكريم علام تنبيء عن تدهور أصول البحث العلمي، وهشاشة أخلاقياته في مصر".
وأضافت الجريدة أن المفتي كان قد نشر مقالا بتاريخ 23 حزيران/يونيو تحت عنوان "نجحت لعلكم تتقون"، فنقل واقتبس طائفة كبيرة في هذا المقال من كتاب "في ظلال القرآن"، لسيد قطب، دون عزو، ودون تنصيص، وكأنه بذلك، وهو المفتي، يرسي قاعدة تبيح وتجيز سرقة أفكار الغير، وآرائهم، بل طريقتهم في الكتابة، خصوصا في رمضان، ولو كنت مكان حضرة مفتي مصر لقدمت استقالتي فورا بعد اعتذار.
وتابع كاتب المقال، أحمد رمضان الديباوي، كلامه "ومما يثير الغرابة والدهشة أن مفتي مصر بدأ مقاله بالنقل المباشر الصريح من كتاب سيد قطب، حتى إنه لم يغير العبارات الاعتراضية التي وضعها قطب في تفسيره.
واستطرد، "جاءت بداية مقالة المفتي كما يلي "إن الله -سبحانه- يعلم أن..."، والغريب والمضحك أن حضرة المفتي نقل نفس كلمة "سبحانه"، عن سيد قطب، وهي كلمة اعتراضية، فلم يغيرها أو يعدلها، كما حذف كلمة "استجاشة"، ظنا منه أنها كلمة صعبة على القارئ، غريبة عليه!.
وبعد أن يستعرض الديباوي، بقية مقال المفتي، اقتباسا من صحيفة "
عربي21" ،دون أن يشير هو الآخر، إلى أنه يقتبس من غيره، دون عزو، ودون تنصيص، وفق تعبيره، يؤكدا أن مقال "حضرة المفتي يأتي كله بهذه الطريقة من النقل والاقتباس دون إشارة واحدة إلى سيد قطب الذي يبدو أن شيوخ الأزهر قد درجوا على قراءة تراثه، والنقل عنه"، وفق قوله.
وتابع، "فما من كتاب من كتب التفاسير الحديثة المقررة على طلاب الأزهر، وما من كتاب يتناول مناهج المفسرين إلا وفيه إشارات إلى سيد قطب، وتفسيره الشهير "في ظلال القرآن"، كما ينعته كل أساتذة جامعة الأزهر بلقب "الشهيد".
وفي الختام، أبدى الديباوي، تعجبه من أنه "في الوقت الذي تمنع فيه وزارة الأوقاف، وتصادر كتب الإخوان، بما فيها طبع كتب سيد قطب، يأتي شيخ الأزهر ليسوق ثناء بالغا على كتاب سيد قطب "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، ويحث الشباب على قراءته، معتبرا أن هذا القيادي الإخواني الراحل هو أفضل من تكلم عن العدالة الاجتماعية في الإسلام، وكأنه يعطي إشارة إلى الشباب حتى يبحثوا عن كتب ذلك الرجل، الذي أعجب به شيخ الأزهر قبلهم"، على حد تعبيره.
وكان المفتي أقر في مقال جديد له، في صحيفة "اليوم السابع"، بسرقته من سيد قطب، واتهمه بأنه تسبب في تضليله، وتضليل العلماء، وحاول المفتي تبرير سرقته عن قطب، متهما إياه بالإرهاب، وزاد في اتهاماته، جماعة الإخوان المسلمين، بذلك.
ومن جهتهم، أبدى مراقبون ونشطاء اندهاشهم من اعتراف المفتي بسرقته، وتبريره المتهافت، وغير المنطقي لها، مشيرين إلى أنه، في معرض مهاجمته لقطب، أشاد بموهبته، وأنه يغلف آراءه بـ"الغلاف البديع والأسلوب الأدبي الرصين الذي أغرى الكثير من العلماء".
وكانت صحيفة "
عربي21"، من أوائل الصحف والمواقع الإلكترونية، التي كشفت سقوط شوقي علام، في ورطة
السرقة العلمية، عندما حول صفحتين من كتاب "في ظلال القرآن" لصاحبه سيد قطب، وألف منهما مقالا، ثم نسبه إلى نفسه، حول "التقوى" في الصيام.
ومن جهتهم، أشار نشطاء وصحف إلكترونية إلى أن ما فعله المفتي ليست الحالة الأولى له.
وأشارت صحيفة "المصريون" إلى أن المفتي اقتبس مقاله المنشور بصحيفة "الشروق"، بعنوان "للصائم فرحتان"، من كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام أبي حامد الغزالي، وأنه نقل جزءا كبيرا من مقاله بعنوان "الدين المعاملة - منهج الصحابة في التيسير 2"، بتاريخ 17 نيسان/ أبريل 2015، الذي نشرته صحيفة "المساء"، من كتاب الدكتور عبد الله بن إبراهيم الطويل، بعنوان "منهج التيسير المعاصر".