أخذ
الغضب النوبي من تصريحات رئيس نادي الزمالك، المقرب من رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي،
مرتضى منصور، بحق لاعب نادي وادي دجلة، أحمد
الميرغني، منحى تصاعديا بتقديم بلاغ ضده إلى النيابة العامة، والإعلان عن تنظيم وقفة لأبناء
النوبة، احتجاجا على عباراته العنصرية، التي وجهها للاعب بالقول: "ياخدام .. يا بواب"، نظرا لانتمائه لأصول نوبية.
وقال المفوض من النادي النوبي، المحامي عمرو أبو اليزيد: "إن هناك وقفة سينظمها أصحاب الأصول النوبية، أمام وزارة الشباب والرياضة في الساعة التاسعة، مساء الخميس المقبل، ضد مرتضى منصور".
وأضاف في تصريحات صحفية: "إحنا مش بنخاف، وهنفضل نلاحق مرتضى منصور لغاية لما يأخذ حكم، لأن ما فيش حد فوق القانون".
واستكمل: "منصور اعتذر للبوابين، ولم يعتذر للنوبين، وقال "أنا فوق القانون، وأي قضية هاخلصها بصباع رجلي الصغير"، وفق قوله.
وكان المكتب الفني للنيابة العامة، تلقى بلاغا من الاتحاد النوبي العام، ومذكرة تضامنية معها من عدد من النشطاء النوبيين بأسوان، ضد رئيس نادي الزمالك، والإعلامي وائل الإبراشي، ورئيس مجلس إدارة شبكة قنوات دريم، لاتهامهم بالتحريض علي نشر الكراهية والفتن، بشأن قضيه سباب رئيس نادي الزمالك للاعبه السابق أحمد الميرغني.
وأشار البلاغ إلى أن انتقاد رئيس الزمالك للمجتمع النوبي، الذي يعد جزءا أصيلا من المجتمع
المصري، يمثل عنصرية، ويشعل الفتنة داخل البلاد، ما يستوجب معه التحقيق، ومساءلته قانونيا.
من جهته شدد الاتحاد النوبي العام في بيان أصدره على ملاحقة رئيس نادي الزمالك قضائيا، إلى أن يقدم اعتذارا علنيا بمؤتمر صحفي لأهالي النوبة، مستنكرا تعمد المداخلات التليفونية ومعدي البرنامج ومقدمه إثارة الرأي العام ضد اللاعب، ووصفه بالعميل والخائن للوطن والموالي لجماعة الإخوان المسلمين.
بدء التحقيق في البلاغات
إلى ذلك، بدأت نيابة العجوزة، الثلاثاء، التحقيق في البلاغ المقدم ضد مرتضى منصور، الذي اتهمه بسب لاعب نادي الزمالك السابق سبابا عنصريا بكلمة "يا خدام، يا بواب" ووصفه اللاعب بأنه يستحق "الضرب بالجزمة، ودا لاعب بواب"، على حد وصفه.
وذكر البلاغ أن ذلك السباب أدى إلى استياء المجتمع النوبي من هذه الألفاظ العنصرية للاعب النوبي، وشق وحدة الصف ونشر الفتنة والبلبلة، وإعطاء فرصة للتيارات المتآمرة للمتاجرة بهذه البلبلة.
إعلاميو السيسي يتضامنون مع الميرغني
من جهتهم، تضامن عدد من الإعلاميين الموالين للسيسي مع اللاعب، والبلاغ المقدم ضد مرتضى منصور، وانتقد رئيس تحرير جريدة "الشروق" عماد الدين حسين "الطريقة التي تم التعامل بها مع اللاعب، ووصفها بأنها "كارثية".
وقال في مقاله بالجريدة، الثلاثاء: "ما قاله رئيس نادي الزمالك بحق اللاعب والسخرية منه ونعته بالبواب جريمة كبرى، وأتمنى أن يبادر إلى الاعتذار، ليس فقط للاعب، ولكن لكل أهل النوبة الكرام، في أي دولة تحترم نفسها، فإن السخرية من اللون أو العرق أو الدين أو الوظيفة جريمة تمييز كبرى. من حق المستشار أن ينتقد كما يشاء آراء اللاعب السياسية أو طريقة لعبه، أو أي شيء، لكن انتقاده بسبب لونه وعرقه خطأ كبير".
وأضاف: "للمرة المليون هؤلاء الذين يدافعون عن السيسي بهذه الطريقة هم أكثر من يسيئون إليه، ومثل هذه السلوكيات هي أفضل خدمة يقدمها "حزب الدببة" إلى الإرهابيين والمتطرفين، وجماعة الإخوان، بل يضع الكثير من أهل النوبة في صف معارض للدولة، إحساسا منهم بأن هناك تمييزا ضدهم من المحسوبين على الحكومة".
واختتم مقاله بالقول: إذا كان لاعب فرد بلا حول ولا قوة، تعرض لمثل هذا الانتقاد لمجرد أنه عبر عن رأيه، فكيف سيكون مصير حزب مدني ديمقراطي يقول إنه يعارض الحكومة أو الرئيس؟!.
كما وصف الإعلامي المقرب من السيسي، حمدي رزق، الميرغني بأنه "مواطن صالح وقال رأيا"، مؤكدا أن "الميرغني ليس هدفا سياسيا، ولن يكون، والتفنن في تصنيع المعارضين على الزيرو صنعة العاجز، وإهداء الإخوان أسماء مجانية يبضعونها ويشيرونها غباء سياسي".
وتحت عنوان "ذبح أحمد الميرغني باسم رئيس الجمهورية"، كتب عمر طاهر: "لاعب عمره 26 عاما، في منتصف رحلته الكروية، مهتم بالشأن العام في حدود ثقافة لاعبي الكرة المعروف سقفها، استفزه ما تعرض له جنودنا في سيناء، وأوجعه استشهاد شباب الجيش المصري، لم يعرف إلى من يوجه سهام غضبه، فـ(جاب من الآخر)، ووجها إلى رئيس الجمهورية، في بلد هو بالفعل لا يعرف أحدا إلا رئيس الجمهورية يوجه إليه الشكر أو الشكوى أو الاستغاثة، ووضع المسؤولية بالكامل عن الشهداء في يد رئيس الجمهورية، مثلما سينسب إليه الفضل كاملا على تحقيق النصر، اعتبر الميرغني أن دماء الشهداء مسؤولية رئيس الجمهورية، وتعبر عن فشل في إدارة المعركة".
وكان الميرغني تحدث في تدوينة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عما وصفه بفشل عبد الفتاح السيسي.
وطالبه بتحمل مسؤولياته فيما يحدث في سيناء، متسائلا: هل الدولة ستمنح شهداء الوطن والقوات المسلحة في سيناء كامل حقوقهم كما كان الأمر بالنسبة للنائب العام الراحل المستشار هشام بركات؟.
وكان نادي وادي دجلة أصدر بيانا قال فيه إن اللاعب خالف تعليمات الإدارة التي تنص على عدم خلط السياسة بالرياضة، ولهذا خرج من حسابات الفريق لمباراة الأهلي في الدوري المصري، مع عدم تجديد التعاقد معه.