وصلت أول
سفينة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، محملة بـ 500 ألف لتر من مادة
الوقود، إلى ميناء مدينة عدن الأربعاء، منذ اندلاع الصراع في البلاد في آذار/ مارس الماضي.
وعبّر المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووسط آسيا وشرق أوروبا، مهند هادي، عن أمله بـ"استمرار إيصال شحنات المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، خاصة في ظل عملية قطع جميع الطرق البرية المؤدية إلى محافظة عدن".
وقال : "نحن بحاجة إلى استخدام طرق النقل البرية والبحرية؛ لضمان وصول الغذاء إلى الناس الذين هم بحاجة إليه". على حد قوله
وبحسب بيان برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، فإن "السفينة "كوبنهاغن" كان من المفترض أن تفرغ حمولتها من الوقود في عدن مطلع حزيران/ يونيو، ولكن القتال الدائر في المنطقة حال دون اقترابها من ميناء المدينة، ما تسبّب بإعادة توجيهها إلى ميناء الحديّدة، حيث قامت بتفريغ "مليون لتر" من الوقود التي تحمله.
وأثار تحويل مسار السفينة الإغاثية التابعة لمنظمة الغذاء العالمي في حزيران/ يونيو الماضي، لغطا واسعا في
اليمن، أعقبها اتهام قيادات في
المقاومة الشعبية لمنظمة
الأمم المتحدة "بتسييس وصول مساعداتها الإنسانية".
وأبرز تلك الاتهامات ما ورد على لسان الناطق الرسمي لائتلاف عدن للإغاثة الشعبية المهندس عدنان الكاف، بأن تحويل باخرة تحمل 200 ألف كيس من مادة الدقيق إلى ميناء الحديدة، بدلا من عدن، بأنه "تصرف سياسي غير مسؤول، ولا إنساني".
وقال الكاف إن "الباخرة التابعة لمنظمة الغذاء العالمي، حولت مسارها فجأة، من ميناء الزيت في عدن، الذي من المقرر أن تفرغ حمولتها فيه، إلى ميناء الحديدة، الذي أصبح حطتها الأخيرة. مشككا بما ذكره المدير الإقليمي للأمم المتحدة في الأردن حينها من أن "تحويل الباخرة جاء بطلب من الشركة المالكة للباخرة".
وقدّر برنامج الأغذية حاجة اليمن إلى نحو خمسة ملايين لتر شهريا، بما في ذلك الوقود اللازم لطحن الحبوب، وكذلك الحفاظ على تشغيل مضخات إمداد المياه في جميع أنحاء البلاد.
وذكر بيان المنظمة الإنسانية الأربعاء، أن "السفن التابع لها، فرغت أكثر من مليوني لتر من الوقود حتى الآن".
وأشار البيان إلى أن "الوضع الغذائي في مدينة عدن في غاية السوء، لا سيما أن معظم المخابز قد أغلقت بسبب نقص القمح والوقود". وفقا للبيان.
وبحسب تقارير رصد السوق للمنظمة، فإن "سعر الوقود ارتفع بنسبة مذهلة بلغت 800 في المئة، مقارنة مع مستويات ما قبل الأزمة، كما ارتفع سعر دقيق القمح إلى أكثر من الضعف".
واستقبل ميناء البريقة النفطي في عدن السفينة "كوبنهاجن" التي انضمت إلى سفينة "هان زى" التابعة أيضا للبرنامج، وهي أول سفينة للمساعدات الإنسانية تصل إلى عدن منذ بدء القتال.
يذكر أن السفينة "هان زي" وصلت الثلاثاء، إلى ميناء عدن، وعلى متنها ثلاثة آلاف طن متري من المساعدات الغذائية، بما يكفي لإطعام 180 ألف شخص لمدة شهر واحد.
ومن المقرر أن تصل سفينتان تابعة للبرنامج العالمي إلى اليمن خلال الـ 24 الساعة المقبلة، على متنهما إحداهما نحو 3220 طن متري من المساعدات الغذائية، والأخرى وتدعى سفينة "اصغر(داو)" محملة بنحو 390 طن متري من المواد الغذائية.
وكان رئيس مجلس المقاومة في عدن نائف البكري، الذي عين أخيرا محافظا للمدينة، قد هاجم في منتصف الشهر الجاري، الأمم المتحدة ، واتهمها بـ"انتهاج سياسة الكيل بمكيالين"، لتجاهلها إدخال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة الأخرى للمناطق التي تخضع لسيطرة المقاومة الشعبية، مقابل تزويد المناطق التي يسيطر عليها مسلحو الحوثي والقوات الموالية لهم بالمساعدات.
وقال البكري في تصريحات صحفية، إن الأمم المتحدة منعت دخول أي سفينة تحمل مساعدات لمناطق تابعة للمقاومة منذ أسبوعين، عبر ميناء الزيت في البريقة، بذريعة أن "عدن غير آمنة".