قال
إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي إلى
اليمن، إن الأمم المتحدة مصرة على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن، فقط الحل السياسي الذي يتفق عليه الطرفان هو الذي سيسمح بوقف العنف لفترات طويلة.
وأكد ولد الشيخ في حوار مع صحيفة "إلموندو" الإسبانية، الثلاثاء، أنه إذا لم تتوقف دوامة العنف، فإن خطر الإرهاب والدمار سيتضاعف وستظهر تهديدات جديدة والخاسر لن يكون سوى الشعب اليمني الفقير.
وأوضح المبعوث الأممي، أنه لمس لأول مرة خلال لقائه بالمسؤولين السعوديين مؤخرا موقفا إيجابيا لدى
الرياض إزاء الحل السياسي، وهو ما توقع أن يكون بداية لاتفاق مستقبلي يشمل وقف الضربات الجوية.
وبالنسبة للحوثيين، قال ولد الشيخ في الحوار الذي اطلعت عليه "
عربي21" إنه لم يلتقي بهم لحد الآن، وأن التواصل معهم يتم عبر الهاتف، وأضاف قائلا "لقد بدؤوا في إظهار قدر كبير من المرونة، قالوا لي إنهم على استعداد للإعتراف بالقرار الأخير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأشار إلى أنه تحدث أيضا مع ممثلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعرض عليهم اقتراحا مثيرا للإهتمام يتماشى مع النقاط السبع التي طرحها، لكن مع ذلك يؤكد المبعوث الأممي على ضرورة توخي الحذر مع التحلي بالتفاؤل، مشددا على أنه "نحن اليوم أقرب من ذي قبل إلى حل سياسي".
وبخصوص المفاوضات التي جرت بين طرفي الصراع في اليمن في جنيف يونيو المنصرم، نفى ولد الشيخ فشل هذا اللقاء معتبرا أن مجرد جلوس الأطراف المتصارعة للحديث فهو نجاح"، وأوضح قائلا "لا أحد كان يصدق في الساعات السابقة أن الطرفان سيقبلان الدعوة للحوار".
واعتبر ولد الشيخ أن حضور الأمين العام للأمم المتحدة في هذه المحادثات، أظهر أن اليمن على جدول الأعمال الدولي، وعلى الرغم من أن اللقاء لم تتمخض عنه نتائج مهمة، ولم تجتمع الأطراف المعنية في قاعة واحدة، إلا أن ولد الشيخ يرى أن اللقاء "عالج قضايا مهمة واعترف كلا الطرفان بأنهما يريدان استئناف المفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة".
الطريق إلى السلام في اليمن، يبدأ حسب ممثل الأمم المتحدة في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بوقف حقيقي لإطلاق النار، مرفوقا بانسحاب الجماعات العسكرية والميلشيات من المدن الرئيسية في اليمن، على أن تعمل الأمم المتحدة بتعاون مع جامعة الدول العربية على نشر مراقبين مدنيين للتحقق من تنفيذ الهدنة.
بعد ذلك أكد ولد الشيخ على ضرورة وصول المساعدة الإنسانية، لكل أنحاء اليمن من دون تمييز وبدون حواجز، مثل تلك الموجودة حاليا مع استئناف وصول السفن التجارية.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد ولد الشيخ على ضرورة التزام الأطراف باحترام القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بتجنيد الأطفال والإفراج عن السجناء السياسيين، وعدم قصف مناطق يوجد فيها مدنيون.
كما أن الحكومة مطالبة بالعودة لتلبية الخدمات الأساسية مثل الكهرباء و الماء. وأخيرا، يرى أن الطريق إلى السلام في اليمن، لن يتحقق إلا بالعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء صياغة الدستور، وإجراء انتخابات جديدة واختيار الرئيس.
وشدد ولد الشيخ على أن الإرهاب هو العدو الأكبر للبلد، مشيرا إلى أن الفصائل المتناحرة في اليمن عليها أن تدرك أنه إذا تم التوصل غدا إلى اتفاق سياسي، فإن هذا الاتفاق سيكون في خطر بسبب الإرهاب، خاصة وأن
القاعدة وتنظيم الدولة موجودين في اليمن ووجودهم نما مع هذا الصراع.
واعتبر ولد الشيخ أن هذين التنظيمين هما الفائزين الحقيقيين في الحرب، لذلك من اللازم وضع خطة يدعمها المجتمع الدولي للتعامل مع الإرهابيين في أقرب وقت ممكن.
وجوابا على سؤال حول تأثير الاتفاق النووي مع إيران على الوضع في اليمن، قال مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ لـ "إلموندو" "أنا شخصيا لم أرى أي أثر"، وأضاف "لا أعتقد أن الصراع في اليمن هو جزء من حرب إقليمية. فاليمنيون عاشوا معا لسنوات عديدة، ولم تكن الخلافات بين السنة والشيعة عقبة أمامهم، وكلما اقتربنا من القضية أكثر من ذي قبل ندرك أن الخلافات ليست كبيرة كما نظن".
مبعوث الأمم المتحدة حذر من تدهور الوضع الإنساني في اليمن ووصفه بالكارثي ، مشيرا إلى أن 21 مليون يمني يحتاجون لمساعدة إنسانية.
وقال ولد الشيخ "كنت منسق الشؤون الإنسانية في اليمن قبل عامين ونصف، وعندما غادرت كان هناك فقط سبعة ملايين شخص في حاجة للمساعدة. كما تم تسجيل حالات من حمى الضنك وشلل الأطفال التي تم القضاء عليها وعادت إلى الظهور. أما معدل سوء التغذية فهو ثاني أعلى معدل في العالم بعد أفغانستان. نحن على وشك المجاعة".