أعلنت مصادر عسكرية يمنية في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بدء "معركة تحرير
تعز"، وذلك عقب تمكنها من استعادة محافظة لحج جنوب البلاد بالكامل، من مسلحي
الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وتهدف العملية العسكرية التي أعلن عنها في تعز، إلى إخراج الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية لعلي صالح من المدينة، والسيطرة على مدينة "المخاء" ذات الميناء الاستراتيجي القريب من مضيق باب المندب.
وقتل أربعة من مسلحي "
المقاومة الشعبية"، وأصيب 15 آخرون بجروح، الخميس، في اشتباكات اندلعت مع مسلحي "الحوثي" في محافظة تعز، وسط
اليمن، بحسب مصدر في المقاومة.
يشار إلى أن المقاومة الشعبية سيطرت على معسكر "لبوزة" الواقع في محيط قاعدة
العند بعد معارك مع قوات الحوثي، بعد سيطرتها على عدن وقاعدة العند الجوية.
وقتل 20 مسلحا من الحوثي وقوات الرئيس صالح، صباح الخميس، جرّاء استهداف مواقعهم بغارات جوية من قبل طيران التحالف في محافظة أبين جنوبي البلاد، بحسب مصدر أمني.
وجاءت الغارات بعد ساعات قليلة من استهداف طيران التحالف مواقع لمسلحي الحوثي وقوات صالح في مدينة زنجبار، خلّفت أيضا قتلى وجرحى منهم.
في الوقت ذاته، اندلعت مواجهات على مشارف منطقة "حطاب" في مديرية "مشرعة وحدنان" في جبل "صبر"، في محافظة تعز.
وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية لـ"
عربي21"، أن المقاومة مدعومة بالجيش الوطني، نفذت عملية عسكرية ضخمة، بغطاء جوي من طيران التحالف، تكللت بالسيطرة على قاعدة العند العسكرية، التي تضم قاعدة جوية ومعسكرات مختلفة.
من جانبها، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مصادر لم تسمها قولها إن مئات المقاتلين من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يخوضون في هذه الأثناء معارك وصفتها بالشرسة مع الحوثيين في مناطق عدة في محافظة تعز، بإسناد جوي كثيف من مقاتلات التحالف بقيادة السعودية.
وتعرض موقع العروس الاستراتيجي المطل على مدينة تعز والمحاصر منذ يومين من قبل مقاتلي المقاومة الشعبية لغارات جوية عدة، مساء الثلاثاء، وصباح الأربعاء، وسط أنباء عن فرار المسلحين الحوثيين من الموقع.
لكن الحوثيين يزعمون في المقابل أن مقاتليهم يحرزون تقدما كبيرا في تعز، ويسيطرون على مواقع عدة فيها، وأنهم قتلوا أعداد كبيرة ممن يسمونهم بـ"الدواعش ومليشيات هادي"، بحسب تقارير بثتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين.
وكان قادة عسكريون ميدانيون في الجيش الوطني تعهدوا بمواصلة الزحف نحو محافظتي الضالع وتعز لـ"تحريرهما"، خلال الأيام القليلة المقبلة، من المسلحين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.
في هذه الأثناء، لا تزال معارك متقطعة تدور في محافظتي أبين ولحج جنوبي اليمن بين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري من جهة، ومقاتلي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، الذين يحاولون إحكام سيطرتهم على مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، والمواقع المتبقية للحوثيين في محافظة لحج، التي شهدت تراجعا ملحوظا للحوثيين، بعد سقوط قاعدة العند، أكبر وأهم القواعد الجوية والعسكرية اليمنية بأيدي مقاتلي المقاومة الشعبية.
يشار إلى أن المقاومة الشعبية ووحدات الجيش التي تدربت وتسلحت على يد دول الخليج، أحرزت تقدما على جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران خلال الأسابيع الأخيرة.
وبدعم من الغارات الجوية التي تقودها السعودية، تمكن المقاتلون من طرد الحوثيين من مدينة عدن الساحلية الشهر الماضي، واتجهوا شمالا، واستعادوا السيطرة على قاعدة العند الجوية الاثنين، بعد حصارها لأيام.
وتدخلت دول عربية في اليمن في آذار/ مارس الماضي، لوقف تقدم الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء في أيلول/ سبتمبر العام الماضي، وسيطروا على أغلب مناطق البلاد.
وتقول دول الخليج إن الحوثيين يخوضون حربا بالوكالة عن غريمتهم إيران، وإنها تريد إعادة هادي إلى السلطة في صنعاء.
وتعرّض الحوثيون للقصف بمئات الغارات الجوية التي شنت على مدى أربعة أشهر، وأسفر الصراع عن مقتل أكثر من نحو أربعة آلاف شخص.