أقدمت قوات
الأمن المصرية الخميس، على
تصفية أربعة مواطنين في محافظة الفيوم، بحجة تورطهم في مقتل ابنة أحد ضباط الشرطة، في حين قامت بتصفية مواطن يدعى مجدي بسيوني، ويقطن بمدينة العياط في محافظة الجيزة، حيث صادرت جثمانه بعد قتله داخل منزله.
وطبقا لما ذكره الناشط الحقوقي محمد أبو هريرة، فإن "قوات الأمن قتلت كلا من ربيع مراد وعبد الناصر علواني وعبد العزيز هيبة عبد السلام حتيتة بقرية سيلين بمركز سنورس في محافظة الفيوم".
وأضاف الحقوقي أبو هريرة -عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- أن "الداخلية تمارس القتل والتصفية في ظل تواطؤ النيابة العامة وغياب المحاسبة"، مشيرا إلى أن "مصر عائمة على بركة من الدماء والأشلاء، الجنون يسيطر على مليشيات الشرطة"، لافتا إلى أننا "تحولنا إلى شريعة الغاب التي قد تأكل الأخضر واليابس"، متسائلا: "من يوقف حقدا أسود".
وأردف قائلا على صفحته: "الداخلية تحولت لمليشيات مسلحة لقتل وتصفية المواطنين خارج إطار القانون، الداخلية تمارس الثأر، وتحض على الكراهية، وتشجع على الفتنة بين طوائف الشعب، وتدعو للتمييز"، متسائلا: "ما كل هذا الجنون والإجرام، قتل وتصفية دون دليل، دون نيابة، دون قضاء، نحن في غابة، وليس في دولة. كيف لإنسان أن يقوم بقتل إنسان، ثم التمثيل بجثتة بدم بارد هكذا".
في حين، تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للقتلى يتضح فيها آثار التعذيب وتكبيل الأيدي، كما يظهر بها آثار إطلاق النار على الرأس في
جثث جميع الضحايا.
الرواية الرسمية: تبادل إطلاق للنار مع إرهابيين
أما عن الرواية الرسمية، فقد أقر مصدر أمني بقتل الأشخاص الأربعة، مضيفا أنهم قتلوا "أثناء اشتباكات مع قوات الأمن".
وقال المصدر الأمني، الذي رفض ذكره اسمه، في تصريحات صحفية: "قامت قوات أمنية بشن حملة على قريتي السيليين، وسنهور القبلية، بمركز سنورس بالفيوم، لضبط متهمين ارتكبوا جرائم قتل لبعض أفراد الشرطة، التي كان آخرها حادث إطلاق الرصاص على ضابط الترحيلات بمديرية أمن الفيوم، الذي لقيت ابنته الطفلة وأحد المحامين مصرعهما إثر إطلاق النار".
وتابع المصدر: "أثناء قيام أجهزة الأمن بالقبض عليهم فوجئت القوات بإطلاق الرصاص عليها، فتم التعامل معهم، ما أسفر عن مصرع أربعة إرهابيين، وتم تحرير محضر بالحادث، وتولت النيابة العامة التحقيق".
يذكر أن الضابط شريف سامي، الرائد بإدارة الترحيلات في قطاع السجون، تلقى حسب المصدر ذاته وابلا من الرصاص بعد استقلاله سيارته، في أثناء مغادرة حفل لدى أحد أقاربه بقرية طاحون الاثنين الماضي، ما أدى إلى مقتل نجلته جاسي، التي تبلغ من العمر أربع سنوات، وصديقه المحامي".
الإخوان: الشرطة مرضى نفسيين يمثلون بالجثث
في السياق ذاته، صرح المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين محمد منتصر عبر بيان على صفحته الرسمية أن "الذين قتلوا هم من خطباء المساجد المعارضين" مشيرا إلى أنه "تم التمثيل بجثثهم وقطع أطرافهم".
وقال منتصر في بيانه المقتضب: "قامت اليوم مليشيات الداخلية الهمجية بتصفية مجموعة من الشرفاء وخطباء مساجد محافظة الفيوم، في محاولة من كلاب الداخلية لإسكات أي صوت حر ينادي بحرية هذا الوطن وتحريره من ظلم وبطش العسكر".
وأضاف: "قامت مليشيات النظام الانقلابي بقتلهم وتصفيتهم، وجثثهم ممثل بها، ومقطوعة أطرافها، في دليل على تعذيب بشع ومجرم من بلطجية الداخلية".
واختتم منتصر بيانه بالقول: "إن هذا النظام القاتل المجرم وكلابه من الشرطة المرضى النفسيين هم الإرهاب، وهم صانعوه، وهم من يريدون أن تغرق مصر في بركة من الدماء، إن ثورتنا لم ولن تهدأ، وإن القصاص شريعة ودين، ولن نترك دماءنا، ولن نترك شريعتنا أو ديننا".
ضحية جديدة في الجيزة
على الصعيد ذاته، قامت قوات الأمن فجر الخميس، بتصفية أحد المواطنين بمدينة العياط بمحافظة الجيزة، يدعى مجدي بسيوني، ومصادرة جثمانه، بعد قتله داخل منزله.
وطبقا لتصريحات شقيق المغدور، فإن "مجدي كان ينوي تسليم نفسه للأمن، وصرح بذلك عبر صفحته على "فيسبوك"، الأربعاء، لثقته بعدم إدانته في أي جريمة".
وأضاف أن "قوات الأمن أخذت الجثة معها بعد أن أطلقت النار عليه، وأردته قتيلا"، مشيرا إلى أنه "لا يعرف مكان الجثة حاليا".
بينما صرح مصدر أمني لوسائل إعلامية بأن قوات الأمن "قتلت عضوا بحركة "حازمون"، وأن فريقا من العمليات الخاصة تمكن من قتل جهادي يدعى مجدي بسيوني، داخل شقة مستأجره بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة غربي القاهرة"، مشيرا إلى أن "المقتول عضو بحركة "حازمون"، وأنه أفرج عنه منذ عام بعد اعتقال دام لمدة خمسة أشهر، بتهم التعدي على منشآت حكومية".
جدير بالذكر أن قوات الأمن المصرية قد انتهجت طريقة تصفية المواطنين داخل الشقق السكنية عقب حادث مقتل النائب العام السابق هشام بركات؛ حيث قامت بتصفية 13 شخصا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين داخل إحدى الشقق السكنية بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة القاهرة، فيما عرف لاحقا بـ"مجزرة أكتوبر"، وذكرت أيضا حينئذ أنه تم تبادل لإطلاق النار، بينما أظهرت التحليلات وتشريح الجثث حينئذ أنه تم إطلاق النار من مسافة صفر على الضحايا، مع وجود علامات تعذيب على أجسادهم.