يبدو أن دوائر المخابرات الأمريكية في قلق وانقسام وترقب، حول ما إذا كان
تنظيم الدولة يعمل ويخطط لتنفيذ
هجمات منفردة صغيرة، أو أنه يعمل لتنفيذ هجمات كبيرة أكثر تعقيدا وتنسيقا وفتكا.
ويتبادر في السياق تساؤل، خاصة في ظل الهجمات التي استهدفت مجلة "تشارلي إيبدو" في باريس، إلى الهجمات التي استهدفت الطائرات التجارية: "هل دوافع التنظيم من وراء ذلك هو المنافسة مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية؟"، وهو التساؤل الذي طرحته شبكة "سي أن أن" الأمريكية في تقرير لها.
حيث قالت إن السباق والتنافس يبدو أنهما كانا واضحين، وذلك في الهجمات المنفردة التي تم تنفيذها من قبل أنصار تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، حيث تشابهت مع هجمات تنظيم الدولة من حيث الأسلوب.
حول ذلك، يعتقد الجنرال الأمريكي المتقاعد، مارك هيرتلينغ، أن تنظيم الدولة "يضم الكثير من المجندين الجدد الذين لم يترعرعوا في أنظمة داعش، يستخدمونهم لإحداث إصابات جماعية تثير اهتمام وسائل الإعلام، وهذا بالضبط ما يريدونه، وأن يظهروا أنهم مازالوا أقوياء"، وفق ما نقلته "سي أن أن".
يأتي ذلك في الوقت الذي ترى فيه الاستخبارات الأمريكية أن أعداد المقاتلين الأجانب لصفوف تنظيم الدولة لم يقل، حيث تقدر العدد الإجمالي لمقاتلي التنظيم "ما بين 20 و30 ألف مقاتل".
أما على الصعيد التركي، فما تزال تركيا تعدّ نقطة عبور رئيسية إلى
سوريا بالنسبة إلى عناصر تنظيم الدولة المسلحين، بحسب تقرير الشبكة الأمريكية، ولكنها في الوقت ذاته، "تعمل من أجل وقف تدفق هؤلاء المسلحين، بل تعمل على تصعيد حملتها لمحاربة التنظيم، خاصة في ظل الاتفاق الأخير الذي عقد بين الولايات المتحدة وإسطنبول، للسماح للطائرات الأمريكية بشن ضربات جوية ضد التنظيم انطلاقا من قاعدة إنجيرليك الجوية، إضافة إلى المساعدة في إنشاء منطقة آمنة في سوريا".
وفي نتائج الحرب ضد تنظيم الدولة، تزعم الإدارة الأمريكية أن هناك مكاسب تحققت على الأرض، ففي
العراق، فقد التنظيم حرية العمل في نحو 30 بالمئة من الأراضي التي كان يحتلها الصيف الماضي، إضافة إلى أن التنظيم خسر أكثر من 17 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في شمال سوريا.
على الرغم من ذلك، فإن البيت الأبيض يحذر من أن محاربة التنظيم ستستغرق سنوات، بينما لم يحدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما جدولا زمنيا أو مكانا لهزيمة التنظيم.