حملت
الجماعة الإسلامية بمصر سلطات الانقلاب
المصرية المسؤولية الكاملة عن
وفاة رئيس مجلس شورى الجماعة
عصام دربالة، الذي توفي فجر الأحد بسجن العقرب.
وأوضحت الجماعة في بيان أن دربالة تعرض لما وصفته بـ"القتل الممنهج"، بعدما منعت عنه إدارة السجن الدواء والرعاية الصحية على مدار الأشهر الماضية، فضلا عن رفضها كل محاولات نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، لتتدهور حالته يوما بعد يوم، وهو الأمر الذي أدى إلى دخوله في غيبوبة كاملة أفضت إلى وفاته.
وشددت الجماعة الإسلامية في بيانها الذي حصلت "
عربي 21" على نسخة منه، على أن "الحرمان من الحق في العلاج قتل متعمد، تتحمل نتائجه الجهات السياسية والأمنية"، مضيفة: "تلك الجهات تصر على أن تسوق معارضيها بعصا القتل، وسوط التصفية والاغتيال".
وكان
نظام الانقلابي السيسي قد اعتقل "دربالة" في الثالث عشر من شهر أيار/ مايو 2015 في أعقاب ندوة عقدها في قنا، وتم حبسه على ذمة القضية المعروفة إعلاميا بـ"تحالف دعم الإخوان".
وجددت النيابة العامة المصرية أمس السبت حبس دربالة لمدة 15 يوما إضافية رغم المطالبات بالإفراج عنه.
وأكدت الجماعة الإسلامية أن دماء "دربالة" ودماء كل "شهيد سقط في معركة الحرية سوف تلاحق الجلادين والقتلة أينما حلوا وأينما وارتحلوا، وأن سياسات الدولة القمعية لن تثنيها عن المضي قدما في السعي لتحرير الإرادة الشعبية الكاملة، واسترداد حرية الوطن وكرامته".
ويعد عصام دربالة علما بارزا من أعلام الدعوة والفكر في مصر، قضى حياته مدافعا عن الإسلام وقضاياه، مؤمنا بحق الشعب في حياة كريمة حرة وعادلة، مما أدى إلى سجنه 25 عاما كاملة قضاها في سجون مبارك ليعاود النظام الحالي اعتقاله من جديد للضغط عليه لمساومته على مبادئه التي عاش من أجلها، بحسب بيان الجماعة الإسلامية.
وقالت الجماعة إن "دربالة" ساهم في الحفاظ على سلمية الثورة المصرية، بما قدمه من إسهامات فكرية بارزة في هذا الصدد، حيث قاد حملة واسعة تحت شعار "لا للتفجير.. لا للتكفير.. لا لقتل المتظاهرين".
وعلق رئيس حزب البناء والتنمية طارق الزمر، على خبر وفاة "دربالة" بقوله: "توفي اليوم في سجون الطغاة أصدق وأشرف وأنبل وأخلص من عرفت على يد أشقي وأجرم من عرفت أرض مصر".
وقالت مصادر بالجماعة الإسلامية لـ"
عربي 21" إن حزب البناء والتنمية، الذراع السياسي للجماعة، لن يشارك في الانتخابات البرلمانية المزمع إجرائها قبل نهاية العام الجاري، كما أن الجماعة لن تنحسب من التحالف الوطني لدعم الشرعية، وأن هذه الأمور تم حسمها ولا تراجع عنها.
وشهد الأسبوع الماضي وفاة عزت السلامونى، أحد قيادات الجماعة الإسلامية، نتيجة الإهمال الطبي وإصابته بانسداد معوي وتركه لمدة ثلاثة أيام حتى توفى.
يشار إلى أن سجن العقرب شهد في الآونة الأخيرة انتهاكات جمة أبرزها حملة لتجويع المعتقلين مع رفض إدخال الطعام والأدوية إليهم، إضافة إلى منع العلاج والإهمال الطبي المتعمد، مع منع الزيارات عنهم منذ أربعة أشهر.