بالرغم من أن
تنظيم الدولة كان يجري مفاوضات لإبرام هدنة مع الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام لمدة ستة أشهر، إلا أن الصدام المسلح بات هو مآل العلاقة بين الفصيلين في ريف دمشق.
وفي حديث خاص مع "عربي21"، يشرح أبو احمد، الناشط في حي
القدم الدمشقي، الأسباب التي أدت لاقتحام تنظيم للحي القدم، ويقول: "تعرّض قائد الاتحاد في جنوب دمشق الشيخ أبو مالك الشامي لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة أصيب على أثرها بجراح، وتمّ نقله إلى أحد المشافي الميدانيّة في منطقة يلدا"، مشيرا إلى أنه "كان من المفترض في اليوم ذاته عقد اجتماع بين الأجناد من جهة وتنظيم الدولة من جهة ثانية (قيادة التنظيم في الحجر الأسود) لمتابعة الاتفاق حول هدنة مؤقّتة بين الطرفين تدوم ستة أشهر".
ويوضح أبو أحمد أن مساعي الهدنة تأتي "لعدّة أسباب، منها عدم وجود نقطة طبية في الحي، بالإضافة لعدم وجود أي طريق يقع تحت سيطرة الفصائل ويربط حي القدم ببقية أحياء جنوب دمشق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر والإسلاميين، وهي يلدا، وببيلا، وبيت سحم".
وتابع أبو أحمد حديثه لـ"عربي21" قائلا: "بعد عدّة أيام من محاولة اغتيال الشيخ أبي مالك الشامي، اعتقل الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام المتهم بقضية الاغتيال، المدعو أبو جنين، وهو من مخيم اليرموك، حيث اعترف أبو جنين على شخص آخر متوّرط في القضية ذاتها، ويدعى أبو جعفر فرّوخ، وهو من أبناء حوران الذين يسكنون حي
العسالي، وهو أمني في فصيل صالح الزمار المشكوك في مبايعته لتنظيم الدولة رغم إنكاره لذلك"، مضيفا: "في هذه الأثناء كان هناك اجتماع آخر بين الأجناد من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى لمتابعة قضية الهدنة المؤقتة بين الطرفين، مساء الخميس، وبعد اعتراف أبو جنين على فرّوخ".
ويروي أبو أحمد: "ذهب مقاتلو الأجناد لإلقاء القبض على المتهم فروخ في حي القدم، وخلال العملية جرى تبادل لإطلاق النار بين فرّوخ ومقاتلي الأجناد؛ ما أدى لإصابة فروخ الذي هرب إلى حي العسالي، ومنها نقل إلى المشفى الميداني في الحجر الأسود الذي يقع تحت سلطة تنظيم الدولة حتى وفاته بعد ساعات".
وبعد وفاة فروخ، "طلبت مجموعات العسالي، التي أغلب أهلها من أبناء حوران والجولان، والمشكوك في مبايعتها لتنظيم الدولة، المؤازرة من التنظيم، لتبدأ الاشتباكات بين الطرفين (التنظيم والأجناد)، وتطوّرت إلى عمليات قنص متبادلة واشتباكات على عدّة محاور في الأحياء المتداخلة بين حيي القدم والعسالي، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى من الطرفين مع أنباء تتحدث عن كلام لـ"أبو صياح"، أمير تنظيم الدولة في الحجر الأسود، أعلن فيه أن تنظيم الدولة بحلّ الهدنة مع الأجناد، واتهمهم بنكث العهد، ليدخل الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وتنظيم الدولة معركة مصيرية في حي القدم"، كما يقول أبو أحمد.
وتتسرب أنباء بين الحين والآخر عن اتفاق لوقف القتال من طرف تنظيم الدولة بشروط، مثل تسليم تسعة من قيادات الأجناد لأنفسهم، واستتابة عناصر الأجناد، ومبايعتهم لفصيل صالح الزمّار.
وبقول النشطاء إن الاتحاد الإسلامي لم يقبل بشروط تنظيم الدولة، واستمرت المعارك ليشارك مقاتلون من فصائل أخرى بالقدم مع الأجناد في معركتهم ضد تنظيم الدولة، واستطاعوا استرداد عدة نقاط في حي العسالي، إضافة لاشتباكات نفذها مقاتلون مؤيدون للأجناد من جهة يلدا مع التنظيم لتشتيت قوى التنظيم.
ومن الجدير بالذكر أن الاتحاد الإسلامي كان ممن آزروا أكناف بيت المقدس منذ شهور عندما بدأت حملة التنظيم لاستئصالهم في مخيم اليرموك، ما زاد الاحتقان مع التنظيم.