هاجمت مواقع
إيرانية مختلفة مفتي
السعودية عبد العزيز آل الشيخ، بسبب موقفه الأخير من فيلم (محمد) الذي تعده إيران عن حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، مشيرة إلى أنه "أعمى" ولم يشاهد الفيلم، على حد تعبيرها.
وكان المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قال إن عرض إيران للفيلم "لا يجوز شرعا"، واصفا إياه بأنه "فيلم مجوسي وعمل عدو للإسلام". وحذّر من تداوله، مشددا على أن الرسول عليه الصلاة والسلام "منزه عن ذلك، والرسول له صفاته المعينة والمعروفة، وهؤلاء يصورون شيئا غير الواقع، فيه استهزاء بالرسول وحط من قدره؛ لأن هذا عمل فاجر، ولا دين له، وإنما تشويه الإسلام، وإظهار الإسلام بهذا السوء"، بحسب قوله.
وأكد المفتي العام لصحيفة "الحياة" السعودية الثلاثاء أن من أراد تبيان حياة النبي عليه الصلاة والسلام، "عليه بنشر سنته، وليس بعمل هؤلاء المفسدين"، محذرا من تداول الفيلم ومشاهدته، "لأن هؤلاء غير مؤتمنين، والكذب عمادهم، وهم غير صادقين في أمورهم".
بدورها، هاجمت وكالة "تسنيم" الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني آل الشيخ، واصفة إياه بـ"مفتي الوهابية"، قائلة إنه "شن حملة إرهابية شعواء وحرض التكفيريين"، بحسب تعبيرها.
وقالت الوكالة على موقعها الرسمي إن آل الشيخ "لم يقدم أي دليل شرعي، باستثناء أن الفيلم أنتج في إيران"، معتبرة أن الفتوى جاءت بسبب "الإشادة الدولية والانتشار الكبير للفيلم حول أنحاء العالم".
وأضافت "تسنيم" أن الفيلم أتى "لدحض ما صورته المدرسة الوهابية الفكرية وجامعاتها وتنظيمات الفكر الوهابي المسلحة، ابتداء من القاعدة وانتهاء بداعش، ومرورا بجبهة النصرة"، موضحة أن هذه الصورة هي "صورة الإسلام القائم على الذبح، بحجة حديث للنبي يرويه الوهابيون ورد فيه (جئتكم بالذبح)، وهو ما يعمل به الوهابيون، سواء في ممارساتهم الفكرية التي لا تكفر النصارى واليهود فقط، بل تكفر المسلمين أنفسهم"، بحسب تعبيرها.
وأوضحت الوكالة أن "النظام السعودي يخشى أن يعيد عرض هذا الفيلم تسليط الضوء على الجانب المزور من حياة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، الذي يحرص النظام السعودي ووسائل إعلامه على بثه ونشره طوال العقود الماضية من صور مسيئة للرسول باعتباره (نبيا حاملا للسيف لا يقبل إلا بقطع الرقاب)".
وأشارت "تسنيم" إلى أن الفيلم "يظهر أكذوبة الشعار الذي رفعته السعودية في علمها الوطني، حيث رسمت السيف تحت كلمة لا إله إلا الله، فيما كان يفترض أن تضع غصن زيتون تحت كلمة الشهادتين؛ لأن الإسلام دين حب ورأفة، وليست الشهادتان منهج قطع للرؤوس كما تظهره مجازر داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام والكتائب المسلحة الوهابية الأخرى في سوريا والعراق"، بحسب تعبيرها.
العالم: آل الشيخ أعمى
أما موقع قناة العالم الإيرانية، فأخذ على آل الشيخ أنه كفيف البصر، ولذلك "لم يشاهد الفيلم"، مضيفا بالقول: "لا نعتقد أن أحدا من المؤمنين بوهابيته شاهده؛ لأنه حرم عليهم ذلك"، متسائلا باستنكار: "كيف أفتى فيما لا يمكنه التحقق منه؟ ومن أفتى بغير علم أكبه الله على منخريه في النار، كما ورد في الحديث الشريف"، بحسب تعبيره.
وفي وصفه لآل الشيخ بأنه "مفتي الوهابية" كذلك، تابع الموقع بأن "الكتب الوهابية تعج بأحاديث مسيئة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، والتي شكل بعضها مادة للإساءة إليه من قبل بعض الغربيين، كاتهامه بذبح معارضيه وحضوره ومشاهدته مجالس الطرب والرقص و(مما نستعيذ بالله من مجرد ذكره)"، على حد تعبيره.
واستنكر الموقع في لغة حادة "مزايدة المفتي على المسلمين بحبهم للنبي"، مشيرا إلى أن ما وصفه بـ"هو وفرقته المارقة وحكومته العميلة وأتباعه من هدم آثار النبي وأهل بيته وصحابته"، كما هاجمت ابن تيمية، واصفة إياه بأنه "شيخ مذهبهم الدخيل على الإسلام"، واصفة أنه يعتبر "زيارة قبر النبي وشد الرحال إليه من الكبائر وسفر معصية وشرك، ويمنعون المسلمين من مجرد لمس شباك حجرته المطهرة"، على حد تعبير الموقع.
وكانت دور السينما في إيران بدأت هذا الأسبوع عرض فيلم (محمد) في نحو 140 دارا للعرض، في حين يقول منتجوه إنه يروي قصة حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإنه الفيلم الأغلى كلفة في تاريخ السينما في بلادهم؛ إذ بلغت نفقاته 40 مليون دولار، في حين ذكر مخرجه مجيد مجيدي أن هدفه من الفيلم الذي تبلغ مدته 171 دقيقة "تعزيز الوحدة الإسلامية".
وكان علماء الأزهر نددوا الأسبوع الماضي بعرض الفيلم الإيراني، وطالبوا بوقفه فورا، إذ قال عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر عبدالفتاح العواري إنه "لا يجوز شرعا تجسيد الأنبياء".