كشف رئيس وزراء الانقلاب في
مصر إبراهيم
محلب أن هناك مشاريع
قوانين للصحافة والإعلام سوف تعرض في صورتها النهائية خلال أيام على مجلس الوزراء، لإقرارها بحيث يعاد تشكيل الواقع الإعلامي والصحفي، للخروج بهذه المؤسسات العريقة من أزماتها"، بحسب وصفه.
وأضاف أن ملفات مشروعات هذه القوانين لدى وزير العدل المستشار
الزند، ووزير التخطيط، مؤكدا أنها سوف تعرض على مجلس الوزراء خلال أيام.
جاء ذلك في حوار أجراه معه الكاتب المصري فاروق جويدة، ولخصه في مقاله بجريدة "الأهرام"، الجمعة، تحت عنوان: " لقــــــاء مـع إبراهيــــــم محــلب".
وقال محلب: "هناك فراغ سياسي في الشارع المصري منذ فترة بعيدة، وقد ترك ذلك فرصة للإخوان المسلمين لملء هذا الفراغ".
وفي الحوار حمل محلب –بشدة- على الإعلام المصري، واتهمه بأنه "يقتل المسؤول كل يوم".
وطالب بأن "يخفف (هذا الإعلام) من حملاته على الحكومة". وقال: "أقدر وأحترم كل نقد بناء، ولكن المذابح الإعلامية تقلقني كثيرا"، وفق قوله.
وعن الانتخابات المزمعة قال: "على الحكومة أن تقوم بدورها السياسي والحزبي في حماية الانتخابات، وأن تقوم الأحزاب بدورها في الشارع المصري، لاختيار أفضل العناصر للبرلمان القادم"، قائلا: "نحن نضع آمالا واسعة على هذا البرلمان".
وعن تجربة المحافظين والوزراء الجدد، قال: "أعترف بأن فيها نماذج ناجحة، وهي الأقل في العدد، وهناك نماذج أخرى لم تنجح.. البعض نجح، والبعض الآخر أخفق"، مشيرا إلى أن هناك من المحافظين من يقضي ثلاثة أيام في القاهرة كل أسبوع بعيدا عن موقع عمله، و"هذه سلوكيات مرفوضة، ولا تتناسب مع قدسية المسؤولية، والواجب"، وفق قوله.
وحول الإرهاب قال: "المواجهة الأمنية مع الإرهاب لا تكفي، لكن لابد من مواجهة فكرية تتطلب ترشيد الخطاب الديني، وهذا ما يدعو له الآن الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل المناسبات، وهنا يأتي دور الإعلام والمؤسسات الثقافية والتعليمية، وهذا مشوار طويل"، وفق تعبيره.
وبالنسبة للأموال الهاربة والكسب غير المشروع، قال: "قانون التصالح مع قضايا الكسب غير المشروع، يشهد الآن مواقف إيجابية من عدد كبير من أصحاب هذه القضايا"، معتبرا أنها "ما زالت تتسم بالسرية".
واستدرك: "لكننا سنعلن عنها قريبا، حين تتم الاتفاقات، وهي ناجحة، وستعيد جزءا لا بأس به من الأموال للشعب المصري، ولن تقل في مراحلها الأولى عن 6 مليارات جنيه".
وتفاخر محلب -في حواره- بأداء حكومته.
وقال: "كان يمكن أن يكون ترحيل الباعة الجائلين من قلب العاصمة أزمة كبيرة أمام الحكومة وآلاف العاملين في الشوارع، لكنها انتهت بصورة أرضت الجميع، لأنها قامت على التفاهم والحوار، ومراعاة الظروف، وما حدث في قلب العاصمة التي عادت أجمل مما كانت في العصور الماضية.. هنا تأتي أهمية وقيمة التعامل مع الواقع".
وأضاف: "نحن نعمل ونجرب ونصيب ونخطئ، وعجلة الإنجاز لا تتوقف، لأننا نتابع بدقة من خلال الواقع ما نحققه في كل مجال.. إن قيمة أي مشروع ليس فقط في أفكاره وأهدافه، ولكن فيما يتحقق من هذه الأهداف".
وواصل إشادته بحكمته فقال: "أنا حريص على التواصل مع الناس، فأنا قادر على إصدار القرار المناسب، وهذا ما حدث في "معهد القلب" فقد تغير كل شيء، في أيام قليلة، لأننا وضعنا أيدينا على المشكلات الحقيقية، وعالجناها بحكمة، وحسم"، وفق قوله.
واختتم حديثه بالقول: "أنا على يقين أن التغيير الحقيقي لابد أن يبدأ من الأقاليم، ومن أصغر قرية إلى أكبر مدينة، وأن التغيير لن يكون فوقيا فقط.. لابد أن ننزل إلى الناس في أبعد نقطة في هذا الوطن لكي يكونوا شركاء معنا، لأن الحكومة لا تستطيع أن تفعل كل شيء دون دعم من الناس "، على حد تعبيره.
وكان جويدة قال إن حواره مع محلب استمر ساعتين. وأضاف: "تحدثنا في أشياء كثيرة، فيها ما ينشر، وفيها ما لا ينشر".
ويقول مراقبون إن محلب يتعرض لهجوم ضار من جانب الإعلام المصري من وقت لآخر، وأن السيسي حريص على وجوده كـ"صدادة" لامتصاص الغضب الشعبي عليه شحصيا.
وكانت تقارير كثيرة تحدثت عن تغيير محلب، والمجيء بآخر، في رئاسة الحكومة، لكن إعلان جدول الانتخابات النيابية بحيث تجري في شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين، والإعلان عن اكتشاف حقل غاز عملاق في المياه الإقليمة المصرية، قد أطالا من عمر حكومة محلب، وفق مراقبين.