قتل الشيخ الدرزي البارز، وحيد
البلعوس (أبو فهد)، وثلاثة من رفاقه، في انفجار سيارة مفخخة، استهدفت موكب لـ"مشايخ الكرامة" في محافظة
السويداء، الواقعة تحت سيطرة النظام السوري جنوبي البلاد.
وأفادت مصادر محلية أن الانفجار استهدف الموكب أثناء مروره من منطقة ظهر الجبل شرق المدينة، مشيرة إلى أن انفجارا آخر وقع قرب المشفى الوطني في السويداء، بعد الانفجار الذي استهدف موكب البلعوس، دون أنباء عن وقوع قتلى وجرحى في التفجير الثاني.
وأضافت المصادر أن عددا من المشايخ تجمعوا، وبرفقتهم حشد من المواطنين، في محيط الأمن الجنائي والأمن العسكري في المدينة تعبيرا عن غضبهم لمقتل البلعوس.
وشهدت محافظة السويداء قبل يومين مظاهرات حاشدة ضد المحافظ وقائد الشرطة، تطالب بإقالتهما وتحسين الأوضاع المعيشية في المحافظة.
و البلعوس هو أبرز أعضاء تجمع "مشايخ الكرامة"، ويعرف عنه عدد من المواقف المناهضة للنظام السوري، وخاصة رفضه انضمام أبناء محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، لقوات النظام السوري، بالإضافة إلى مطالباته بمحاسبة عدد من مسؤولي النظام في المحافظة وخاصة العقيد وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء.
وكان البلعوس قد أثار ضجة في كانون الثاني/ يناير الماضي، عندما قال في كلمة له خلال اجتماع حاشد، لأنصاره في السويداء، إن
الدروز "أكثر وطنية من بشار الأسد"، وقال الدولة (النظام السوري) بتعاطيها مع الدروز، كانت أكثر ظلما وعدوانا من إسرائيل نفسها".
وأضاف أنه إذا أراد الأسد البقاء فعليه أن يعلم أن "كرامتنا أغلى منه". وقال: "لا نريد رئيسا علويا يعمل في تصنيع الحروب وتهريب الدخان والمخدرات". وأضاف: "السوريون يموتون في كل مكان للحفاظ على
سوريا، وإذا لم يقدر بشار الأسد ذلك فـمع السلامة، ما بدنا ياه"، معتبرا أن لن يكون أفضل من جبهة النصرة.
كما هدد البلعوس مسؤولي الأجهزة الأمنية في السويداء بالقتل، بسبب انتهاكاتهم ضد أهالي المحافظة، وخصوصا على الحواجز.
وتحت ضغط النظام السوري، فرض مشايخ الدروز "البعد الديني" على البلعوس، مبررين قرارهم بأفعال البلعوس "المخلة بالدين وآداب الدين والبعيدة كل البعد عن الأعراف الدينية".
ويشار إلى أن البلعوس يتمتع بشعبية وسط الدروز في السويداء، كما تتبع له مجموعة من الرجال المسلحين.