نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا تعرضت فيه إلى المرونة الشديدة التي يتمتع بها
تنظيم الدولة في التعامل مع
ضربات التحالف، الأمر الذي مكنه من الصمود بعد سنة كاملة من المعارك، وإلى موقفه القوي في
العراق وسوريا على الرغم من خسارته مدينة تكريت الإستراتيجية.
وأفادت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، أن عدد مقاتلي تنظيم الدولة في العراق وسوريا يتراوح اليوم بين 20 و30 ألف مقاتل، أي العدد نفسه الموجود قبل بدء ضربات التحالف.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا العدد، الذي قدمته الاستخبارات الأمريكية، يكشف مدى قدرة التنظيم على التكيف مع المستجدات، باعتبار أن ضربات التحالف قد تسببت في موت ما يقرب من 10 آلاف مقاتل، بينما تمكن تنظيم الدولة من تجنيد العدد نفسه، من 80 دولة مختلفة، دون اعتبار "المقاتلين الساكنين" الذين تم استدراجهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ولم يغادروا دولهم بعد.
من جهة أخرى قالت الصحيفة إن جزء ا كبيرا من المواطنين قد ضاق ذرعا بسياسة العنف التي يعتمدها التنظيم والتي اضطرتهم للوشاية بهم لدى السلطات؛ الأمر الذي سهل عملية تصفية العديد من قادة التنظيم.
وعلى الرغم من هذا، لم يتكبد تنظيم الدولة أية خسائر تذكر في العراق، منذ خسارته مدينة تكريت في آذار/مارس الماضي، وتمكن في الفترة نفسها من السيطرة على مدينة الرمادي، وهو يحاول الاستيلاء على مصفيات بيجي، بالإضافة إلى احتفاظه بمدينتي الفلوجة والموصل.
وأضافت الصحيفة أن الأمر في
سوريا مثل الوضع في العراق، حيث يستميت التنظيم في محاولاته السيطرة على العاصمة دمشق، وذلك من خلال تنظيم غارات على المدينة من منطقة الحجر الأسود ومن حي القدم، الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى كيلومتر واحد.
وقالت إن تنظيم الدولة يواجه عقبتين أساسيتين في سوريا، أولاهما دور تركيا التي قررت وضع حد لتساهلها مع تهريب الأسلحة والمقاتلين، والتدخل فعليا في الحرب ضد التنظيم، خاصة بعد تعاونها مع القوات الأمريكية وفتح قاعدة إنجرليك الجوية أمام الطائرات الأمريكية؛ وذلك على الرغم من أن تنظيم الدولة لا يزال يمثل قلقا أمنيا لتركيا، وذلك لوجود 3 آلاف متعاطف على الأراضي التركية.
أما العقبة الثانية فتتمثل، بحسب الصحيفة، في عداء المجموعات المسلحة المحلية للتنظيم بما في ذلك جبهة النصرة، التي هي ممثل تنظيم القاعدة في المنطقة، والتي تمكنت من التقدم في غرب سوريا بفضل تحالفها مع الإخوان المسلمين، وتلقيها مساعدات من العربية السعودية وقطر وتركيا، على حد وصف الصحيفة.
وفي الختام، أكدت لوفيغارو على ضرورة قطع رأس الحية التي أخذت في التكاثر، خاصة وقد ظهر شق موال له يلوح بالراية السوداء في العربية السعودية وفي اليمن والساحل وفي غزة أيضا.