قبل مرور أقل من 24 ساعة على تكليفه، وجه الإعلامي المقرب من رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، إبراهيم عيسى، انتقادات حادة إلى قرار السيسي الصادر السبت بتكليف وزير البترول السابق، شريف إسماعيل، بتشكيل ثاني حكومة في عهده، خلفا لحكومة إبراهيم محلب، التي أعلن قبوله استقالتها.
جاء ذلك في مقال كتبه عيسى، الأحد، بصحيفة "المقال"، التي يرأس تحريرها، اختار له عناوين مثيرة تقول: "ليست استقالة وليست حكومة جديدة، ذهب مهندس مبان، وجاء مهندس بترول وغاب التغيير، رئيس وزراء جديد لا يحمل أي جديد، كيف لم تؤثر تجربة إبراهيم محلب على الرئيس السيسي فكررها في اختيار شريف إسماعيل؟".
ويعتبر المقال -وفق مراقبين- أسرع وأقوى نقد وجه إلى الحكومة الجديدة، منذ صدور قرار تشكيلها، السبت، من قبل السيسي، ما يشي بوجود خلاف قوي في وجهات النظر بين السيسي وبعض أذرعه الإعلامية.
وفي البداية قال عيسى: "تكليف الرئيس السيسي المهندس شريف إسماعيل برئاسة الحكومة دليل واضح على منهج الرئيس السيسي في الحكم، وتحديدا في اختيار الرجال".
وأضاف: "الرئيس مصمم على استبعاد السياسة من صناعة القرار، أقال محلب التنفيذي، وكلف إسماعيل التقني التنفيذي".
وتابع: "معايير اختيار رئيس الحكومة الجديد لم تخرج إطلاقا عن معايير اختيار محلب، كأن تجربة حكومة المهندس محلب لم تؤثر قط على فهم ومنهج السيسي، فكرر تجربته التي يبدو أنه أسيرها بقوة حتى إن فشلها لم يضع أي علامة تغيير عليها".
واستطرد: "اختار وزيرا مهذبا جدا.. ولكنه بلا أي رؤية سياسية.. فلم نضبطه يوما يتكلم في مواقف سياسية أو رؤى أو قرارات أبعد من البترول".
ووصف عيسى رئيس الحكومة الجديد بأنه: "بلا أي سيرة سياسية، ولا أي خبرة بالعمل السياسي أو الجماعي أو الحزبي، بل لعله من أقل الوزراء تواصلا مع الرأي العام، وأخفتهم صوتا، وأقلهم ظهورا.. لهذا تم اختياره.. رجل بتاع شغل، وفي حاله، وبيسمع التوجيهات، ومهذب".
ونقطة أخرى مهمة -تابع عيسى- : "الأجهزة الأمنية تثق في ولائه، والأجهزة الرقابية تثق في نزاهته".
وتساءل إبراهيم عيسى: هل نجح وزير البترول في وزارته، ومن ثم كان (ذلك) مبررا لاختياره رئيسا للوزراء؟
وأجاب: "إذا كان هذ هو المعيار، فإن محمد شاكر كان أجدر، فهو وزير الكهرباء الذي انتقل بها من حال إلى حال، ومن مشكلة إلى مشكلة، لكن يبقى هذا المعيار يشوبه قصور فادح.. فالنجاح في وزارة تخصص الوزير لا يعني أنه مؤهل للنجاح رئيسا للوزراء، مسؤول عن السياسة العامة.
والأمر هكذا، شدد عيسى على أن "اختيار شريف إسماعيل معناه أن السيسي ينحاز إلى حكم الفنيين، والموظفين"، على حد تعبيره.
وأضاف: "إدارة الحكم عند السيسي لا تراهن على أصحاب الرؤى بل تعتمد على المهذبين المطيعين المخلصين في شغلهم، والذين بلا أي تشابكات حقيقية مع المجتع، ومع السياسة"، وفق قوله.
وشدد على أنه "لا جديد في اختيار رئيس الوزراء الجديد".
واستطرد: "المؤكد أنها وزارة توجيهات الرئيس بامتياز.. سيكون شريف إسماعيل أشبه برئيس حكومة تنفيذي بينما في قصر "الاتحادية" الرئيس الفعلي لها، فالسيسي سوف يتابعها يوما بيوم بل لحظة بلحظة".
واختتم عيسى مقاله ساخرا: "لدينا رئيس وزراء جديد، لكن ليس لدينا أي جديد آخر".