أثار تداول أخبار إرسال
روسيا لتعزيزات عسكرية إلى
سوريا قلقا متصاعدا لدى الدول الغربية، وخصوصا لدى الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من نفي موسكو مرارا أن يكون هذا الأمر ممهدا لمشاركة الروسيين في العمليات العسكرية في سوريا. وفي هذا الصدد، تطرقت جريدة "لوبوان" الفرنسية إلى هذه الضجة في مقال تحليلي يرصد مساعي الكريملين في سوريا.
واعتبر التقرير الذي ترجمه "
عربي 21" أن تعزيز روسيا لوجودها العسكري في الأراضي السورية يصب في المقام الأول في مساعيها نحو إنقاذ الرئيس بشار الأسد ونظامه، علاوة على حماية مصالحها الإستراتيجية المرتبطة بالأساس بهذا النظام.
ولفتت الجريدة إلى أن التعزيزات العسكرية الروسية تأتي بمثابة استجابة لما أسمته بـ"نداء الاستغاثة" الذي أطلقه الأسد قبل أسابيع، والذي اعترف فيه بافتقار جيشه النظامي إلى الوسائل الكافية التي تمكنه من التواجد على كافة الأراضي السورية.
هذا التواجد العسكري أثار الكثير من الشد والجذب، يضيف التقرير، حيث سبق وأن صرح متحدث باسم البنتاغون أن هناك تدفقا بحريا وجويا متواصلا للأسلحة العسكرية الروسية إلى سوريا، في ما تفيد مصادر سورية بأن قوات روسية تتواجد بالمئات في مدينة اللاذقية التي ما تزال خاضعة لسيطرة النظام، تقوم بتشييد قاعدة عسكرية جوية بالمدينة التي تقع شمال غرب سوريا، مما زاد من القلق لدى واشنطن إزاء تصاعد الدعم الروسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما يحاول الجانب الروسي دحض هذه المخاوف.
ونقلت الجريدة عن مصادر سورية تأكيدات على وصول معدات عسكرية إلى الأراضي السورية، يصر الجانب الروسي على أنها ليست موجهة نحو المشاركة في عمليات عسكرية، هذا إلى جانب إصراره على أن عساكره المتواجدين على الأراضي السورية ليسوا سوى "خبراء عسكريين" يقدمون خدمات لجيش الأسد، وهو التواجد الذي لم تفضحه حسب المصادر ذاته إلا صور "سلفي" بثها العسكريون "اليافعون" على مواقع التواصل الاجتماعي.
على صعيد آخر، نقلت "لوبوان" عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان تأكيده على أن العسكريين الروس لا يشاركون فعلا في أي عمليات عسكرية، لحد الساعة، وهو ما يتوافق والتصريحات المتوالية للكريملين، والتي أكدت غير ما مرة على أن التواجد في الأراضي السورية لا يعدو أن يكون مجرد حماية للمواقع العسكرية الروسية المتواجدة في البلاد.
على الرغم من ذلك، ترى الدول الغربية بعين الريبة إلى إرسال موسكو لـ"آليات عسكرية ودبابات وقطع مدفعية إلى سوريا" حسب ما تؤكد تصريحات ووسائل إعلامها، حيث تعتبر أن تحركات طائرات الشحن الروسية في سماء سوريا قد يعقد من مهام التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، في ما يؤكد الطرف الروسي على أن كل مجهوداته العسكرية في سوريا تصب في دعم جهود نظام الأسد ضد تنظيم الدولة والدفاع عن منشآتها العسكرية في البلاد، في وقت لفتت فيه الجريدة إلى أن هذه المنشآت تتواجد بالأساس في مدينة اللاذقية التي تقع تحت تهديدات جبهة النصرة.
إلى ذلك، نقل التقرير عن أحد المحللين المتخصصين في الشأن الروسي تأكيده على أن روسيا تسعى للحفاظ على نظام الأسد في سبيل الحفاظ على صورتها كبلد "يضمن الحماية" في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي لا يتنافى حسب المتحدث ذاته مع سعي موسكو إلى الحفاظ على "منفذ" لها على البحر الأبيض المتوسط لاعتبارات سياسية بالمقام الأول.