قال وزير الخارجية الفرنسي
لوران فابيوس في مقابلة أجراها مع عدة صحف أوروبية، إن
فرنسا "لن تطالب برحيل رئيس النظام السوري
بشار الأسد كشرط مسبق لمحادثات السلام".
وفي المقابلة التي أجرتها معه معه "لوفيغارو" الفرنسية، و"لا تريبون دو جنيف" السويسرية، و"إل بايس" الإسبانية، و"لا ريبوبليكا" الايطالية، و"لو سوار" البلجيكية، قال الوزير الفرنسي: "إذا اشترطنا حتى قبل أن تبدأ المفاوضات أن يتنحى الأسد فلن نحقق الكثير"، فيما يعدّ تخفيفا في موقف فرنسا تجاه الأسد الذي قتل أكثر من 200 ألف شخص، ليقمع الانتفاضة الشعبية التي طالبت بتنحيته.
ويأتي هذا التراجع في وقت خففت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مماثل أيضا مواقفهما بشأن
سوريا، فيما تزيد روسيا دعمها للأسد بتعزيز حشدها العسكري هناك، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السبت إن توقيت رحيل الأسد عقب إبرام اتفاق سلام سيكون قابلا للتفاوض.
وقال فابيوس في المقابلة أيضا إن فرنسا تعتقد أن الحل الدبلوماسي سيتطلب إنشاء حكومة وحدة وطنية تضم عناصر من حكومة الأسد؛ "لتجنب تكرار الانهيار الذي حدث في العراق"، بحسب قوله.
وفي معرض تعليقه على المقترح الروسي القاضي بتشكيل تحالف دولي واسع يشارك فيه نظام الأسد ضد تنظيم الدولة، قال فابيوس: "إن موسكو قالت إنها تريد تحالف حسن نوايا. لم لا؟ ولكن كيف يمكن للنوايا الحسنة أن تضم بشار الأسد؟"، مشددا على أن باريس تعتبر أن الأسد هو المسؤول الأول عن الفوضى الراهنة في بلاده، وأن اعتباره مفتاح الحل هو مجرد "وهم".
وردا على سؤال عن الطلعات الاستطلاعية التي باشرت مقاتلات فرنسية القيام بها في الأجواء السورية تمهيدا لشن غارات محتملة على تنظيم الدولة، بعدما كانت باريس ترفض المشاركة في شن هكذا غارات، خشية أن تصب في خانة تعزيز قوات الأسد، أكد فابيوس أن الموقف الفرنسي المستجد نابع من مبدأ "الدفاع المشروع عن النفس".
وقال "لقد وردتنا معلومات دقيقة مفادها أن عناصر من داعش في سوريا يحضرون لشن اعتداءات ضد فرنسا ودول أخرى"، دون مزيد من الإيضاحات.
وأضاف: "إزاء هذا التهديد قررنا القيام بطلعات استطلاعية لكي يكون بإمكاننا أن نشن غارات إذا ما تطلب الأمر ذلك. هذا دفاع مشروع عن النفس. ليس هناك أي تناقض، لقد كيفنا موقفنا في مواجهة تهديد ثابت ومتعاظم".
ووسعت فرنسا في الثامن من أيلول/ سبتمبر عملياتها الجوية التي كانت تنفذها في العراق ضد تنظيم الدولة، بحيث باتت تشمل سوريا، وذلك انطلاقا من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات.
غير أن العمليات في سوريا تقتصر إلى الآن على طلعات استطلاعية تهدف إلى تحديد مواقع تنظيم الدولة، التي يمكن أن تستخدم قاعدة خلفية لأعمال إرهابية في أوروبا.