بايع "
جيش المهاجرين والأنصار"، المتواجد في ريف حلب، تنظيم
جبهة النصرة بكامل جنوده وعتاده ومقراته، وفقا لما صرح به العديد من عناصر ومسؤولي التنظيمين.
وتوقع ناشطون جهاديون أن تشهد الأيام القليلة القادمة الإعلان الرسمي من قبل "جيش المهاجرين والأنصار" عن البيعة، وبموافقة رسمية من "إمارة القوقاز الإسلامية" التي يتبع إليها الجيش.
وتعد بيعة "جيش المهاجرين والأنصار"، الذي يتشكل من قرابة ألفي مقاتل جلهم من
الشيشان، والعديد من دول الخليج لا سيما السعودية، الأكبر في الساحة السورية منذ فترة طويلة.
وربط أنصار "جبهة النصرة" بين البيعة الجديدة وبين التدخل الروسي في
سوريا، قائلين إن "الخبرة الشيشانية لدى جيش المهاجرين من شأنها إيتاء ثمارها في مواجه العدو الروسي عند دمجها مع إمكانيات جبهة النصرة".
وتأتي البيعة بعد عام على بيعة "الكتيبة الخضراء" لـ"جيش المهاجرين والأنصار"، وهي كتيبة مشكلة من مقاتلين جلهم من دول الخليج، وكان قائدها عمر سيف معتقلا وقت البيعة في سجون جبهة ثوار سوريا التي يتزعمها جمال معروف، وبعد خروجه من السجن بوساطة "جبهة النصرة"، انضم إلى تنظيم الدولة رفقة "أبو عزام النجدي" الشرعي العام لجيش المهاجرين والأنصار حينها.
وببيعة "جيش المهاجرين والأنصار" يتبقى فصيلا "شام الإسلام"، و "فجر الشام" في تجمع "جبهة أنصار الدين" الذي ساهم بشكل كبير في تحرير العديد من المناطق السورية، لا سيما "جسر الشغور" قبل أشهر.
وبحسب مراقبين، فإنه "وبالرغم من تصنيف الجيش كأحد الفصائل الكبيرة التي تقود تشكيلا بارزا مثل جبهة أنصار الدين، إلا أن بيعتهم للنصرة لم تكن مفاجئة لعدة عوامل، أبرزها مقتل قادة الصف الأول في إمارة القوقاز الإسلامية التي كانت تشرف بشكل مباشر على جيش المهاجرين والأنصار وتعطيه الأوامر".
بالإضافة إلى وجود خلافات داخلية بين قادة "جيش المهاجرين والأنصار" تطورت قبل أشهر إلى عزل القائد العام للجيش صلاح الدين الشيشاني، واستبدال "أبو إبراهيم الخراساني" به، وهو ما أحدث شقا لم يظهر على العلن بشكل كبير، وأصبحت بيعة الجيش لجبهة النصرة الحل الأوحد لإنقاذ الجنود من التشتت في فصائل أخرى أبرزها تنظيم الدولة، وفقا لمراقبين.
وبحسب متابعين للشأن الجهادي، فإن بيعة "جيش المهاجرين والأنصار" لجبهة النصرة ستقوي شوكة "النصرة" في مواجهة النظام السوري أولا، وتنظيم الدولة الثانية بعد إخضاع عناصر "الجيش" لدورات شرعية تبين "فساد منهج داعش ووجوب قتالهم"، وفق قولهم.
يشار إلى أن "جيش المهاجرين والأنصار" لم يسبق له الدخول في قتال ضد تنظيم الدولة، وتفادى إبداء رأيه في ممارسات التنظيم، بيد أن زعيمه السابق "صلاح الدين الشيشاني" زار التنظيم العام الماضي، وعبر عن صدمته من رفض التنظيم لأي صلح مع الفصائل الإسلامية.
إلى ذلك، دعا أنصار تنظيم الدولة ما أسموهم "الصادقين" في "جيش المهاجرين والأنصار" إلى ترك "جبهة النصرة" والقدوم إلى "دولة الخلافة".
وما يعزز فرضية ذهاب عناصر من "الجيش" إلى "الدولة"، وجود "عمر الشيشاني" القائد السابق لـ"جيش المهاجرين والأنصار"، والقائد العسكري الحالي لتنظيم الدولة، الذي يعده الكثيرون السبب الأول في استقطاب "القوقازيين" إلى الدولة.
وبحسب محللين، فإن "الشيشاني" يحاول استغلال ظروف "إمارة القوقاز" بعد فقد قادتها الذين كانت تربطهم علاقة سيئة به، بإقناع عناصر "قوقازيين" بالانضمام إلى تنظيم الدولة.
وكان "عمر الشيشاني" انضم بداية العام الماضي إلى تنظيم الدولة رفقة نصف عناصر "جيش المهاجرين والأنصار" الذي تشكل في سوريا نهاية عام 2012.
ويقول ناشطون إن "بيعة فصائل في القوقاز لتنظيم الدولة قبل ثلاثة شهور، التي جاءت مباشرة بعد مقتل أبي محمد الداغستاني أمير إمارة القوقاز من شأنها فتح قناة اتصال مباشر بين قيادة التنظيم في العراق وسوريا، وفرع في القوقاز".
وكان "أبو محمد الداغستاني" كشف عن تلقيه عروضا مغرية بـ"الأموال" من قبل تنظيم الدولة، مقابل إعلان بيعته، مشيرا إلى أنه رفض ذلك قطعيا؛ لخلافه المنهجي مع فكر التنظيم.
يشار إلى أنه وببيعة "جيش المهاجرين والأنصار" فإنه ينضم إلى كتيبة "سيف الله الشيشاني" المبايعة بدورها لـ"جبهة النصرة"، فيما تنشط جماعات قوقازية أخرى في سوريا، أبرزها "جند الشام"، و"جند القوقاز"، و"كتيبة الإمام البخاري".