تعاني معظم المحافظات
المصرية من نقص شديد في مياه الشرب التي أصبحت تنقطع لفترات طويلة وصلت إلى أيام عدة في كثير من المناطق.
وأصبح من اللافت تفاقم انقطاع المياه في الأحياء الراقية أكثر من غيرها، حيث يعاني سكان التجمع الخامس ومدينة نصر ومصر الجديدة وغيرها من انقطاع المياه لساعات طويلة، دون اتخاذ أي إجراءات من قبل المسؤولين.
وطالبت شركات المياه الحكومية في المحافظات المواطنين بترشيد استهلاك المياه حتى يتمكن من توفيرها للمناطق التي تعاني من نقص كمية المياه.
وبالإضافة إلى انقطاع المياه، فإنها في كثير من الأحوال تكون غير قابلة للاستخدام؛ بسبب تلوثها الشديد عندما تعود إلى المنازل.
احتجاجات وقطع للطرق
وخلال الأيام الماضية، قام الأهالي في محافظات عدة بتنظيم وقفات احتجاجية، وقطعوا الطرق الرئيسية للمطالبة بحل مشكلة قطع المياه.
وقال مواطنون التقتهم "
عربي21" في محافظة الجيزة إنهم لجأوا إلى قطع الطريق الدائري وإشعال النار في إطارات السيارات في محافظة الجيزة، بعد أن فاض بهم الكيل بسبب انقطاع المياه عن منازلهم لأكثر من أسبوع دون أن يحرك المسؤولون ساكنا.
وأكدوا أنهم مصممون على تكرار هذه الاحتجاجات حتى يتم حل المشكلة بشكل جذري، وأشاروا إلى تعامل الحكومة مع الأزمة بتراخ شديد ولا مبالاة.
وقامت قوات الأمن بالتصدي للمحتجين وفرقتهم بالغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش، ما أدى إلى نشوب اشتباكات بين الشرطة والأهالي.
وفي
القليوبية، نجحت قوات الشرطة في إعادة فتح طريق القناطر، بعد قيام الأهالي بقطعه أمام حركة السيارات احتجاجا على انقطاع المياه عن مدينتهم لأكثر من يومين.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية أن قطع الطريق مخالف للقانون وانتهاك لقانون التظاهر، داعية المواطنين إلى التقدم بطلبات للنظر إلى المسؤولين للنظر في شكواهم.
مشكلة مؤقتة
وأعلن مجلس الوزراء أن رئيس الوزراء شريف إسماعيل يتابع لليوم الثاني على التوالي مع المحافظين ووزراء الري والإسكان جهود الحكومة لحل مشكلة انقطاع المياه عن بعض المناطق حتى تعود المياه بصورة منتظمة، وأصدر تكليفات بتطهير مآخذ مياه الشرب في المحافظات؛ لتشغيلها بأعلى كفاءة، وحل مشكلة نقص المياه وانقطاعها.
وأكد وزير التنمية المحلية أحمد زكي بدر، في بيان صادر عن الوزارة -تلقت "
عربي21" نسخة منه- أن المشكلة مؤقتة، وكانت بسبب انخفاض منسوب مياه النيل أمام محطات الرفع، مشيرا إلى زيادة سعة إنتاج محطات المياه؛ حتى يصل ضخ المياه إلى السعة الطبيعية.
وأوضح الوزير أن الحكومة تقوم ببناء محطة جديدة لمياه الشرب في محافظة الجيزة، سيتم افتتاحها في شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، ستساهم في حل مشكلة نقص المياه الشرب في محافظة الجيزة.
وتعلن المحافظات باستمرار عن توفير سيارات تحمل مياه الشرب لتوزيعها على السكان في الأماكن المحرومة من المياه، إلا أن الجميع يؤكدون قلة هذه السيارات، وعدم قدرتها على تلبية احتياجات المواطنين.
انقطاع وتلوث
وفي القليوبية، تواصلت أزمة انقطاع مياه الشرب عن العديد من المدن والقرى لليوم الثالث على التوالي، وسط حالة من السخط بين المواطنين.
وبرر مسؤولو شركة مياه الشرب في المحافظة بأن الأزمة تأتي بسبب ضعف المياه، جراء انخفاض منسوب نهر النيل، مؤكدين أن المشكلة التي تعاني منها المحافظة هي مشكلة عامة على مستوى البلاد، وليست مقتصرة على القليوبية فقط.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي في القليوبية، المهندس مصطفى مجاهد، إن وزير الري عقد اجتماعات عدة خلال الأيام الماضية، لدراسة كيفية رفع منسوب المياه الواصلة للمحطات.
واعترف رئيس الشركة بأن المياه ملوثة، وفيها نسبة شوائب عالية، وهو ما يجعل عملية المعالجة للمياه غير مجدية، مؤكدا أنها "أزمة وهتعدي".
وفي محافظة المنيا جنوب مصر، يشتكي المواطنين من وجود شوائب في مياه الشرب التي أصبحت تشبه مياه الصرف الصحي.
أما في قنا، فحقق انقطاع المياه رقما قياسيا، حيث يعاني الأهالي من الضعف الشديد في المياه منذ عشرة أيام عن المحافظة بالكامل، فضلا عن وصولها ملوثة بسبب ارتفاع نسبة العكارة في نهر النيل، بحسب تصريحات المسؤولين.
وناشدت المحافظة المواطنين وأصحاب المخابز والمستشفيات باتخاذ التدابير اللازمة، وتخزين احتياجاتهم من المياه إلى حين الانتهاء من هذه الأزمة.
ووعد محافظ الجيزة الأهالي بحل الأزمة في غضون أشهر عدة، موضحا أن الحكومة وضعت خطة للقضاء نهائيا على معاناة المواطنين من انقطاع المياه بحلول الصيف المقبل بتكلفة 615 مليون جنيه.
وقال رئيس شركة مياه الجيزة، المهندس حنفي محمد حنفي، الاثنين، إن الشركة تعمل على تطهير محطات المياه في المحافظة حتى تعود بكامل طاقتها، مؤكدا عودة المياه إلى المنازل خلال 48 ساعة، وهو الأمر الذي لم يحدث بعد.