وصف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،
تواضروس الثاني، زيارته التي بدأت السبت إلى إثيوبيا، بأنها زيارة "كنسية" في المقام الأول.
وقال تواضروس في حوار مع صحيفة "الأهرام"، السبت، إن الزيارة تأتي للاحتفال بـ"عيد الصليب"، وهو أكبر الأعياد الإثيوبية، كما أنها تأتي "ردا على زيارة بطريرك إثيوبيا متياس الأول إلى
مصر، في كانون الثاني/ يناير الماضي، وتواصلا للمحبة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية"، على حد قوله.
ولم يعط تواضروس إفادة واضحة حول مدى إمكان تدخله في ملف "
سد النهضة"، الذي يثير التوتر بين مصر وإثيوبيا حاليا، مكتفيا بالقول إن "الإحساس الوطني وعلاقة الكنيستين يدفعني من أجل وجود حالة من التوافق بين البلدين"، دون أن يحدد المقصود بعبارته هذه.
وأضاف: "أرى أن روح الحوار والاحترام تسود علاقات مصر وإثيوبيا الآن، وأن الحوار هو الوسيلة الأمثل فى حال وجود أي وجهات نظر مختلفة"، وفق قوله.
وبدأ تواضروس زيارة هي الأولى له إلى إثيوبيا، السبت، تستغرق خمسة أيام، وسط استقبال حافل له، برئاسة بطريرك إثيوبيا متياس الأول.
وعاد تواضروس من زيارة إلى السويد والدنمارك، الثلاثاء الماضي، في حين يزور الولايات المتحدة منتصف تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، السبت، أنه كان في استقبال البابا والوفد المرافق له في المطار السفير المصري في إثيوبيا ومساعديه، وعدد كبير من العاملين في السفارة المصرية هناك، بالإضافة إلى سفير إثيوبيا في القاهرة، وعشرة من المطارنة، وأعداد كبيرة من الكهنة، والأقباط المقيمين هناك.
ويرأس تواضروس "قداس" صباح الأحد، ويشارك في احتفالية "عيد الصليب"، التي تبدأ في الثانية ظهرا، وتنتهي في السابعة مساء، بحضور قيادات الدولة بإثيوبيا، وآلاف الإثيوبيين.
ومازح تواضروس الحاضرين الذين أتوا لاستقباله بعد وصوله لإثيوبيا، السبت، قائلا إن اسم بطريرك الكنيسة الإثيوبية، متياس الأول، يعني "عطية الله" باللغة العبرية، وأنه المعنى ذاته الذي يحمله اسم "تواضروس" في القبطية، على حد قوله.
وانتقد ناشطون عدم تطرق البابا لأزمة "سد النهضة" خلال زيارته، وطالبوه بأن يعيد النظر فى أجندتها، وأن يضع هذا الملف ضمن أولوياته، مؤكدين أنه ليس المطلوب منه أن يستجدي الإثيوبيين بتفهم المطالب المصرية، لكن أن يشرح لقادة الكنيسة الإثيوبية خطورة القضية للشعب المصري، وصعوبة أن يفرّط في نصيبه من مياه النيل.
وكان منسق العلاقة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، الأنبا بيمن، استبق الزيارة بالقول إنها لا علاقة لها بالوضع السياسي، ولن تتطرق لأي أبعاد سياسية، موضحا أن برنامجها سيتضمن زيارات للأماكن السياحية "المسيحية" في إثيوبيا.
وكان البطريرك الإثيوبي، متياس الأول، بعث برسائل غير مباشرة، إبان زيارته للقاهرة، في كانون الثاني/ يناير الماضي، تدعم عدم التداخل بين الكنيسة والدولة بشأن أزمة سد النهضة، مشيرا إلى أن ملف السد بين أيدي لجنة خبراء، وأن الكنيسة لا تتدخل في هذا الشأن.
وفي وقت سابق، ذكر تقرير لموقع "مونيتور" الأمريكي أن "اللجوء للكنيسة أو المؤسسات الدينية في الوقت الراهن لحل الخلاف المستمر حول مياه النيل مضيعة للوقت، ولن يكون سببا في دفع المفاوضات إلى طريق الحل"، وفق التقرير.