لم يصل قادة العالم في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى وجهة نظر واحدة بشأن مصير رئيس النظام السوري بشار
الأسد، إلا أن الجميع اتفق على حل "سلمي" للأزمة.
وفي كلماتهم أمام الجمعية العامة، عرض بعض القادة العمل المشترك لتسوية النزاع الدائر في
سوريا، وعرض آخرون مساعدة الأسد للتخلص من الإرهاب، فيما رأى البعض أن الحل يكمن في التخلص من الأسد.
الولايات المتحدة الأمريكية
وفي كلمته أمام الجمعية العامة، أمس الاثنين، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "إننا مستعدون للعمل مع إيران وروسيا لتسوية النزاع في سوريا، ولكن لا يمكن بعد سفك كل هذه الدماء، أن نعود إلى الوضع السابق لاندلاع الحرب، وعندما يقتل الأسد عشرات الآلاف من أبناء شعبه، فإنه لا يمكن لنا أن نعتبر ذلك شأنا داخليا".
روسيا
في حين تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس أيضا، عن موقف بلاده قائلا: "إننا نقدم الدعم العسكري والفني لكل من العراق وسوريا، اللتين تخوضان الحرب ضد الجماعات الإرهابية"، ووصف بوتين في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "عدم التعاون مع الحكومة السورية وجيشها الذي يقاتل الإرهاب وجها لوجه"، بـ"الخطأ الكبير".
فرنسا
من ناحيته، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، أن "حل الأزمة السورية يكمن في إبعاد الأسد عن السلطة"، مضيفا أنه "من الخطأ تجريم تنظيم داعش فقط، في حين أن النظام هو الذي هيأ الأرضية لذلك".
ووجه الرئيس الفرنسي انتقاداته للدول الغربية لطريقة تعاملها مع أزمة اللاجئين، كما أنه انتقد من يدافع عن النظام السوري في مجلس الأمن الدولي، ويستخدم الفيتو حيال المجازر التي يرتكبها.
إيران
بدوره قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "نحن مستعدون للمساعدة في القضاء على الإرهاب، وتمهيد السبيل أمام الديمقراطية، وقد ساعدنا في إيجاد ديمقراطية في العراق وأفغانستان، ومستعدون لجلب الديمقراطية في اليمن"، بحسب قوله.
تركيا
أما الموقف التركي، فجاء عبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في مؤتمر صحفي عقده بمقر
الأمم المتحدة أمس الاثنين، إذ إنه أفاد بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد، ليس له أي دور في مستقبل سوريا، وإن موقف تركيا واضح للغاية بهذا الخصوص وهو "لا للأسد، ولا لتنظيم داعش".
وأضاف داود أوغلو: "نحن مستعدون للعمل مع أي دولة من أجل مواجهة تنظيم داعش، ولكن علينا ألا ننسى أيضا أن التنظيم لم يكن موجودا في سوريا قبل ثلاث سنوات، وأن جرائم وفظائع الأسد هي التي أدت إلى ظهوره".
وتابع داود أوغلو: "علينا أن نذكر أنه بعد ذبح أكثر من 300 ألف من السوريين، وبعد انقضاء أربع سنوات.. نحن الآن أمام ديكتاتور يسيطر على 14% من أراضي سوريا، فكيف يمكن لمثل هذا الديكتاتور أن يدير مرحلة انتقالية؟"، على حد تعبيره.
الأمانة العامة للأمم المتحدة
وفي كلمته خلال افتتاح مناقشات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن "الشلل الدبلوماسي لمجلس الأمن الدولي على مدار السنوات الأربع الماضية سمح للأزمة السورية بأن تخرج عن نطاق السيطرة".
وأضاف كي مون، أن "هناك خمس دول، على وجه الخصوص، تملك الحل هي: روسيا، والولايات المتحدة، والسعودية، وإيران، وتركيا"، مستدركا بأنه "طالما لا يوجد جانب يريد أن يصل إلى حل وسط مع الجانب الآخر، فإنه سيكون من غير المجدي أن نتوقع تغييرا على الأرض".
الائتلاف السوري المعارض
من جهته، أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة، أن "لا أحد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وناشد المجتمع الدولي التحرك "لتجنب رواندا جديدة"، في إشارة إلى المجازر التي وقعت في هذا البلد الأفريقي.
وصرح رئيس الائتلاف الوطني السوري في مؤتمر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم".
وتابع بأن "95% من القتلى في الغارات الجوية لقوات الأسد مدنيون". وتساءل: "أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة؟ الإحصاءات تقول غير ذلك"، مناشدا المجتمع الدولي التحرك "لتجنب رواندا جديدة".
خارجية الاتحاد الأوروبي
وعلى هامش القمة حول التنمية في الأم المتحدة، اتفقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على التعاون للمساعدة في إنهاء النزاع في سوريا، وذلك خلال لقاء في نيويورك.
وأفاد بيان صادر عن مكتب موغيريني بأن الأخيرة وظريف، التقيا على هامش القمة حول التنمية في الأمم المتحدة.
مصر
أما وجهة النظر المصرية، فجاءت على لسان رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، الذي دعا المجتمع الدولي إلى إيجاد مخرج سياسي في سوريا.
وأوضح السيسي أن سوريا تكاد تواجه خطر التقسيم في ظل صراعات بين الجماعات الإرهابية ذاتها التي قفزت على تطلعات الشعب السوري، لافتا إلى أن مصر دعت القوى الوطنية السورية لإقرار مرحلة انتقالية بما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها.