يستعد الحراك الطلابي في الجامعات
المصرية، لإطلاق موجة جديدة من "النضال" تحت اسم "جيل يتحرر" لمناهضة الانقلاب من ناحية، ولاستعادة حقوق الطلبة من ناحية أخرى، بحسب نائب رئيس اتحاد طلاب مصر، رئيس لجنة الشباب في المجلس الثوري المصري، أحمد البقري.
وقال البقري لـ"
عربي21" إن هذه الموجة "تتمثل في خوض معركة تحرير العقول، باعتبارها معركة جيل يتحرر من هيمنة العسكر"، مؤكدا أن
التظاهرات "ستستمر في الجامعات، بالتزامن مع انطلاق معركة الوعي، وسيستمر التواصل مع الزملاء وعامة الشعب من أجل إقناعهم بالمشروع الثوري".
وأضاف أن المسار القادم داخل الجامعات سيكون مختلفا عن العامين الماضين، مشيرا إلى أن "الحراك الثوري اكتسب خبرة كبيرة حول كيفية التعامل مع الأجهزة الأمنية التي انتهجت كل الأساليب القمعية بحق الطلبة، بالإضافة إلى إدارات الجامعات التي أصبحت فروعا لوزارة الداخلية".
وعلى الرغم من أن التقارب بين جميع
الحركات الطلابية ما زال دون المأمول، بحسب مراقبين، فإن البقري أشار إلى "تضييق الفجوة بينها، يوما تلو الآخر، من خلال الاتفاق على رفض جميع الانتهاكات التي يتعرض لها الطلبة، وضرورة إسقاط هذا النظام".
وبين أنه "على مدار عامين؛ قتل أكثر من 240 طالبا، واعتقل أكثر من خمسة آلاف، يقبع منهم ثلاثة آلاف في المعتقلات، وفصل أكثر من ألف طالب، وأحيل المئات إلى محاكمات عسكرية".
مطالب طلابية
وأعلنت حركة طلاب الحرية بجامعات مصر؛ عن أربعة مطالب طلابية "وليست سياسية"، داعية جميع الحركات الأخرى للانضمام إليها.
وقال منسق الحركة حازم رضا لـ"
عربي21" إن مطالبنا تتمثل في "تعديل اللائحة الطلابية، وإلغاء الأحكام القضائية بحق الطلاب، وعودة الطلاب المفصولين، وإخراج الأمن خارج الجامعات وعدم استدعائهم إلى الحرم الجامعي"، مضيفا أن رفض تلك المطالب "سيدخلنا في نضال سياسي مع السلطة".
ووصف الحراك الطلابي بأنه "رمانة الميزان في الحراك الثوري"، ولكنه أقر "بوجود مصاعب ومتاعب قوية يواجهها الطلبة، في ظل تشديد القبضة الأمنية، وتضييق الخناق عليهم".
ولفت رضا إلى أن "المنظمات المجتمعية والحقوقية بعيدة عما يحدث في الجامعات، حيث تقع الانتهاكات خارج إطار القانون والأعراف الدولية"، وأكد أنهم لا يثقون "في أي منظمات منبثقة عن السلطة الحاكمة، أو أية أحزاب سياسية تقر وتتغاضى عن ممارسات هذا النظام القمعي".
إعادة تقييم
من جهته؛ أكد المتحدث باسم "
طلاب ضد الانقلاب"، أحمد ناصف، أن الحركة عكفت خلال الأشهر الماضية، على إعادة تقييم مسار الحراك الطلابي خلال السنتين الماضيتين، وصياغة رؤية جديدة للحراك وأدائه.
وقال لـ"
عربي21" إن "أهم البنود التي أخذت بالاعتبار؛ هي استمرار النواة النضالية ضد السلطة، وضرورة الحفاظ على طبيعة النضال المتحركة، والاهتمام بتطويرها، وتوسيع شرائح التواصل مع الجماهير، وضرورة العمل بشكل جاد للاصطفاف الثوري لقوى الخامس والعشرين من يناير".
وقلل ناصف من قدرة النظام على إخضاع الشباب لسيطرته، قائلا: "هذا الجيل الذي نشأ في أجواء ثورة يناير؛ لا يخشى القمع، وهو حريص على استعادة الحرية".
وأضاف: "هذا الشباب ما زال مستعصيا على السلطة، التي فشلت في إخراجه للمشاركة في جميع الاستحقاقات الانتخابية عقب الانقلاب".
وتابع ناصف: "لذلك أطلقنا اسم (جيل بيتحرر) على الموجة الطلابية الجديدة، حرصا على التعبير عن آلام وآمال هذا الجيل الذي يؤمن أن المستقبل ملك للشباب، ولن يفرط فيه، وهم أحرص الناس عليه، من أجل ممارسة حياة طبيعية في دولة طبيعية".
كرة الثلج
من جانبه؛ أكد القيادي الطلابي وأحد الطلاب المفصولين من الجامعة، مجدي علاء، أنه "منذ تولي
السيسي السلطة؛ فإن الحراك الطلابي يعد الأكثر قوة وتأثيرا على المستويين الداخلي والخارجي، بالرغم من القمع الأمني المستمر".
وقال علاء لـ"
عربي21" إن "النظام يخشى أي حراك وأي صوت معارض؛ لأنه يدرك أنه جاء بانقلاب عسكري ويحكم بقوة السلاح، ويخشى أن تصبح أية معارضة مثل كرة الثلج التي تكبر شيئا فشيئا".
وأضاف: "النظام يخشى أي صوت قوي أو ضعيف، سواء كان هذا الصوت طلابيا أم عماليا، يساريا أم إسلاميا، اشتراكيا أم علمانيا، وسيعمل على قمعه حتى لا يكون له أي توابع في المستقبل".
واعتبر علاء أن نتائج الحراك الثوري بصفة عامة، والطلابي بصفة خاصة "أقل بكثير من التضحيات التي قدمت من أجل إسقاط النظام"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "دائرة الرفض لنظام السيسي تتسع، بالرغم من تقلص دائرة الحراك ضده على الأرض".