كشفت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء، عن أن ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الروسية، سيقوم في السابع من الشهر الجاري بزيارة تستمر ثلاثة أيام إلى لعاصمة الفرنسية باريس، يلتقي خلالها بعدد من المعارضين السوريين السياسيين والعسكريين.
ووفقا للوكالة فإنه من المفترض أن يجري بوغدانوف مباحثات مع معارضين سوريين من تيارات سياسية مختلفة، ومع ضباط سوريين منشقين عن النظام رفيعي المستوى، بهدف محاولة الوصول إلى صيغة مقبولة للمرحلة المقبلة التي تلي التدخل العسكري الروسي في
سوريا.
وتعد لقاءات المسؤول الروسي بمعارضين سوريين هي الأولى من نوعها بعد بدء الضربات الجوية الروسية في سوريا، وتأتي قبيل اجتماع متوقع نهاية الشهر الجاري لمجموعة الاتصال الدولية بشأن سوريا، والتي تضم
روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا وإيران ومصر.
من جهته، قال المحلل السياسي ديمتري أوفيتسيروف، وهو محاضر في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو (من أكبر مراكز الأبحاث الروسية المستقلة): "إن موسكو تدرك أنه لا مكان لسوريا بشكلها القديم في المستقبل، ونحن لا نستبعد احتمالية تفكيك سوريا إلى ثلاث دول، فهذا يحدث بالفعل".
وأضاف أوفيتسيروف أن "رحيل الأسد فورا ليس أمرا حتميا، ولست متشائما بشأن مستقبل سوريا، لكن لا يوجد من هو على استعداد لتمثيل العلويين حاليا، وهذا يبرر وجود الأسد على طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق"، بحسب وكالة الأناضول.
وأشار أوفيتسيروف في حديثه إلى تمسك روسيا بالأسد لحين إيجاد ما تعده من وجهة نظرها "البديل الشرعي" له، غير أنه شدد في الوقت نفسه على تمسك روسيا بالأسد في المرحلة الراهنة لحماية مصالحها، قائلا: "أي خليفة للأسد سيكون أقل شرعية منه، حيث ترى موسكو أن وجود الأسد على طاولة المفاوضات مهم؛ لأنه يمثل رسميا سوريا.. لذا، فإنه إذا تنحى الأسد أو حدث معه أي أمر، فسيكون ذلك مشكلة، وفي هذه المرحلة ستمنع روسيا من أداء دورها بشكل أكبر".
وتابع مدافعا عن الرؤية الروسية الرسمية: "من المهم أن يمثل الأسد العلويين لفترة، لكننا في روسيا أيضا لا نستبعد السيناريوهات الأخرى حيث إننا يجب أن نكون على استعداد لها جميعا".
وفاتحا الباب حول إمكانية سيناريو التفاوض حول بديل للأسد، قال أوفيتسيروف: "ليس لدى الأسد بديل واضح يحكم سوريا في الوقت الراهن، لكن حل الأزمة يعتمد على متى وكيف يتنحى الأسد، وهي مسألة وقت، ونحن ندرك ذلك، لكن هذا لن يكون قبل المفاوضات".