عادت الولايات المتحدة الأربعاء للحديث، ولكن بحذر شديد، عن إمكانية فرض منطقة حظر جوي في سوريا، المطلب التركي القديم العهد، الذي ومنذ بدأ النزاع في سوريا قبل أربعة أعوام لا يكاد يطفو على السطح حتى يعود ويتلاشى.
وسأل صحافيون الرئاسة ووزارة الخارجية الأمريكيتين الأربعاء، عن مدى صحة ما ذكرته شبكة "سي إن إن" من أن وزير الخارجية جون كيري سلم قبل أيام البيت الأبيض مشروعا لإقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا.
ورفض المتحدث باسم الخارجية جون كيربي التعليق على ما إذا كان الوزير قد قدم فعلا توصية بهذا الصدد إلى الرئيس باراك أوباما أم لا، ولكنه أقر في الوقت ذاته بأن هذا الموضوع هو مدار بحث في واشنطن.
وقال: "نحن نواصل النقاش بشأن أفضل وسيلة لقتال تنظيم الدولة، لا سيما في شمال سوريا، وقد تحدثنا عن مخاوف الأتراك بشأن تنقلات تنظيم الدولة في شمال سوريا".
ولكن كيربي شدد على أنه "حتى الآن ليس هناك قرار متخذ بإقامة منطقة حظر جوي".
من جانبه، كان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أكثر حذرا في مقاربة هذه المسألة، إذ قال إن إقامة منطقة حظر جوي في سوريا مسألة "لا يمكننا استبعادها في المستقبل، ولكننا قلنا إنه في الوقت الراهن هذا الأمر ليس موضع دراسة".
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أكد الاثنين أن بلاده ترفض إقامة منطقة حظر جوي في سوريا.
وصرح بوغدانوف لوكالة إنترفاكس قائلا: "بالتأكيد، نرفض هذا الأمر. ينبغي احترام سيادة الدول"، مؤكدا أن مثل هذه الخطوة تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلنا أنهما بحثا الاثنين في بروكسل "المنطقة الآمنة" التي تطالب أنقرة بإقامتها على طول حدودها مع سوريا.
وصرح توسك للصحافيين بعد استقباله أردوغان في بروكسل بأن "الاتحاد الأوروبي مستعد لمناقشة كل الموضوعات مع تركيا، وقد تحدثنا تاليا عن إمكان إقامة منطقة عازلة في سوريا".
وطالبت أنقرة مرارا بإقامة هذه المنطقة في سوريا؛ حيث بدأت موسكو الأسبوع الفائت غارات جوية.
90 بالمئة من الضربات لا تستهدف تنظيم الدولة
إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أن أكثر من 90 بالمئة من الغارات الجوية الروسية في
سوريا لا تستهدف
تنظيم الدولة او فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة، بل تستهدف فصائل مسلحة سورية معتدلة تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال كيربي إن "أكثر من 90 بالمئة من غاراتهم التي شهدناها لم تكن ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو ضد إرهابيين مرتبطين بالقاعدة، بل كانت في قسمها الأكبر ضد مجموعات معارضة".
ومنذ بدأت
روسيا غاراتها الجوية في سوريا الأسبوع الماضي، لا تنفك واشنطن تقول إن هذه الغارات لا تستهدف تنظيم الدولة أو فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة بل فصائل سورية معارضة للأسد، الأمر الذي يصب عمليا في خانة تعزيز وضع قوات الرئيس السوري الحليف لموسكو، في حين كانت هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها واشنطن تقديرات بالأرقام للأهداف التي تضربها روسيا في سوريا.
وأضاف كيربي قائلا: "إن قلقنا يكمن بالأكثر في تأثير النشاط العسكري على الداخل السوري على المجموعات التي لا تنتمي إلى تنظيم الدولة ولا إلى الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة".
وأعلنت موسكو الأربعاء أن ضربات الطيران الروسي في سوريا ستتكثف دعما لهجوم بري يشنه الجيش السوري ضد تنظيم الدولة، وذلك بعد أسبوع على القصف وضرب 112 هدفا، بحسب ما أعلنت موسكو، في حين أكد المتحدث الأمريكي أن "هذه غلطة لروسيا".