عادت اللاجئة
الفلسطينية ريهام إلى مخيم البداوي بلبنان من رحلتها إلى
أوروبا جثة هادمة، لأنها اختارت طريق البحر الذي لم يوصلها إلى وجهتها.
وغادرت الفتاة (24 عاما) منزل أهلها برفقة شقيقها وبعلم والديها اللذين أمنا لها تكاليف الرحلة إلى تركيا لتعبر إلى
اليونان، غير أن القارب المطاطي غرق لتموت ريهام غرقا وينجو شقيقها.
وبحسب ما نشرت صحيفة "النهار"، فقد غادرت ريهام منزلها برفقة شقيقها محمد، ووجهتهما أوروبا، "بلاد
اللجوء الكبير من عالم الظلام إلى عالم افتراضي، هو في أسوأ حالاته أفضل بكثير من العالم الذي تعيشه أجيال العالم العربي، غير آبهين بالأخبار عن المخاطر المتواردة بشكل شبه يومي".
والدتها هند أفادت بأن "ابنتها تحملت الكثير من نظرة المجتمع التقليدية للتشوه البسيط في عينها، ولطالما حلمت بإجراء جراحة لها، لكن أحدًا لا يساعد، ولا مرجعية تحمي، فحلمت ريهام بالوصول إلى أوروبا، مقصد الأجيال الراهنة، لعلها تجد من يساعدها على تخطي مشكلة العين".
وعن الحادث روى شقيقها محمد لوالده، أن الركاب جميعا أصيبوا، منهم من قتل فورا، ومنهم من نقل إلى المستشفيات التركية، وقسم آخر نجا. ولم يعرف مصير ريهام إلى أن ورد خبر العثور عليها جثة في أحد المستشفيات التركية، وتعرف عليها عمها المقيم هناك.
والد ريهام خليل المغربي، علق على الحادث بقوله: "فقدت ريهام حياتها ثمنا لحلمها بحياة أفضل، فكانت مصيبتنا مصيبتين. حاولنا تأمين علاج لها هنا، للأسف لم نجد من يساعد، أو يقف إلى جانبنا. كان طموحها أن تذهب إلى هناك، فهي سمعت بأنهم في الغرب إنسانيون، والعلاج متوفر ومتطور. حلمت في أن تحقق غايتها لتعود عينها إلى طبيعتها، على أن تعود بعد تحقيق غايتها. لكن للأسف، اختارها ربنا للصعود إليه".
وعن اللوم الذي وجه إلى والدها الذي أمن لها مصاريف الرحلة، قال الوالد: "لو توافرت متطلبات العلاج هنا، لما سمحت لها بالخروج. ففي جميع الأحوال، حياتنا برغم كل المصاعب، أجمل من أي مكان آخر. أقولها لكل إنسان كي لا يغامر بحياته بحثا عن وهم خارج وطنه".