أعلن البيت الأبيض الثلاثاء أن التجربة، التي قامت بها
إيران على صاروخ جديد بعيد المدى مصنع محليا، تشكل على الأرجح انتهاكا لقرار صادر عن
مجلس الأمن الدولي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جوش إرنست: "لدينا دوافع قوية للاعتقاد بأن هذه التجربة الصاروخية انتهكت قرارا لمجلس الأمن الدولي"، مضيفا "للأسف هذا الأمر ليس جديدا".
ولفت إيرنست إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تعتزم إثارة هذه المسألة في الأمم المتحدة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الفصل بين هذه القضية والاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وقال: "في تعارض مع الانتهاكات المتكررة لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بصواريخهم البالستية، فقد لاحظنا خلال العامين الماضيين أن إيران تحترم الالتزامات التي قطعتها في اطار المفاوضات حول الملف النووي".
وكانت إيران أعلنت الأحد أنها اختبرت بنجاح صاروخا جديدا إيراني الصنع بعيد المدى، قالت إنه الأول الذي يتمتع بإمكانية التوجيه حتى إصابة الهدف.
ونشرت وزارة الدفاع الإيرانية على موقعها الإلكتروني صورا لصاروخ "عماد" لحظة إطلاقه، من دون ذكر تفاصيل حول قدراته.
ونقل الموقع عن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان قوله إن "هذا الصاروخ يعدّ أول صاروخ بعيد المدي للجمهورية الإيرانية بإمكانية التوجيه والتحكم حتي إصابة الهدف".
وتأتي عملية الإطلاق بعد أشهر من إعراب بعض المسؤولين الإيرانيين عن قلقهم من أن
الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية مؤخرا قد يضع قيودا على برنامجها الصاروخي.
ويحظر قرار مجلس الأمن الذي يتبنى الاتفاق النووي مع إيران عليها امتلاك صواريخ "مصممة لحمل رؤوس نووية".
وفي هذا السياق، قال دهقان: "نحن لا نستأذن أحدا لتعزيز قدراتنا الدفاعية والصاروخية".
وتقول إيران إن صواريخها لن تحمل رؤوسا نووية أبدا، كما أنها لا تخطط لتطوير أسلحة نووية، لكن مسؤولين عسكريين يصرون على تطوير البرنامج الصاروخي في البلاد.
وكان برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية موضع جدل في المحادثات التي أدت إلى إبرام اتفاق نووي بين طهران والقوى الكبرى في فيينا في 14 تموز/ يوليو.
وهدف الاتفاق إلى ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات تدريجا عن الجمهورية الإسلامية والمفروضة عليها منذ العام 2006.